فى هِجَاءِ النَّدَمْ - حسن العتماني | القصيدة.كوم

شاعر مصري


288 | 5 | 0 | 0



أخطأتُ مراتٍ ومراتٍ أَدَرتُ بها شُؤونَ حَياتِيَ الكُبرى

أقول الآن لا نَدَمٌ

سأحيا ثم أُخطىءُ مرةً أخرى

وأُخطىءُ مرةً أخرى

وأُخطىءُ مرةً أخرى


لأني لستُ رباً يا صديقي

أنت أيضا لستَ رباً

إنما جُزُرٌ وعُشْبٌ راتعاتٌ فى مَدَاهُ أَرانِبُ الذِّكرىٰ

ولسنا أنبياءً تَستعيذُ لخَطوِنا الحَصَوَاتُ أو آياتُنَا تَتْرَىٰ

ولسنا مَحضَ زَرعٍ أو مِياهٍ سوف

تَتْبَعُ نَبْضَها مَعزوفَةُ المَجْرىٰ

فَدَع ندماً يُسَرطِنُ جِسمَ بالك

لا تُرَبِّيهِ فليس ابناً يُضاف إلى عيالك

ليس إلا مَحضَ فِطرٍ قد تَعَشَّبَ فى خيالك

عِنْدَ ذَاكِرَةٍ

تُخَرِّجُ شَعبَهَا للصمتِ

تَدهَسُهُم وُعُولُ تَذَكُّرٍ سَكْرَىٰ

وأبقارٌ لها لونٌ رماديٌّ تَدُكُّ حَوافِراً فى الأرضِ؛ تَركضُ

لا يميناً
‏لا يساراً
لا أماماً
‏ لا وَرَا


ليلٌ ولا قمرٌ هنالكَ يابنَ عمي

وَحدَكَ الآنَ احمرارٌ مُورِقٌ ويديكَ فى قدميكَ ظهرُكَ للصَّدَىٰ
والريح تَعرَىٰ

حَربٌ
فقل لى لو نَدِمتَ فهل سَتَأْسِرُها لَيالٍ قد مَضَتْ وتُعيد تشكيلَ الأمورِ
وتَنقِلُ الأعضاءَ من جَسَدِ المُعاشِ الآن فى جسد الذي قد فات ثم تَخيطُهُ جُرحاً يُخَاطُ بدَمعةٍ حَرَّىٰ؟

فماذا قد جَنَيْتَ سوى مَخَاضٍ زاعِقٍ؟

وهَزَزْتَ جِذعاً لا يُساقِطُ مَرةً تَمْرَاْ!

أَرىٰ عَرَقاً تَخَضَّبَ فى عيونِكَ يابن عمي

هاتِ كَفَّكَ لا يَزالُ هناكَ مُتَّسَعٌ لنخطىءَ مرةً أخرى

ونخطىءَ مرةً أخرى

ونخطىءَ مرةً أخرى




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)