مَرثِيَّةٌ بضَفِيرة وأَقدامٍ صَغيرة - حسن العتماني | القصيدة.كوم

شاعر مصري


236 | 0 | 0 | 0



أَتَمَّ الخَمْسَ والعِشْرينَ
كيف يُضيء شمعَتَهُ؟

وغَنَّىٰ فى سبيلِ اللهِ
للأشياءِ غِنوَتَهُ

تَهجَّىٰ
فى كتابِ الطفلِ
ثم اختارَ لُعبَتَهُ

وقَدَّمها إلى الإنسانِ
يمسَحُ عَنهُ دَمْعَتَهُ

بسيطٌ مثل أَرغِفَةٍ
فقيرٌ
صَكَّ
بَسْمَتَهُ

وكان سَمَارُهُ شَجَناً
وصوتُ العمرِ بَحَّتَهَ

هو الولد الذي لو ذابَ
خَشَّ النهرُ جَرَّتَهُ

يقولُ الآهَ تِلْوَ الآهِ
ثم يُعِدُّ ضِحْكَتَهُ

وتَنبَحُ قلبَهُ الدُّنيا
يُخَبِّيْ الضِّلعُ قِطَّتَهُ

وكم عَرَكَتْهُ آلامٌ
لتُوقِدَ فيهِ شَيبَتَهُ

وكم بَذَرَتْهُ بُلدانٌ
لتَحصُدَ منه قريَتَهُ

هو الولد الذي لو مات
من سَيُتِمُّ غِنوَتَهَ؟

عن الحيوانِ
عن طيرٍ
يَعُضُّ الآنَ قَمْحَتَهُ

عن الحشراتِ
عن حَجَرٍ
وماءٍ شَفَّ شُعلَتَهُ

عن الطفلِ الذي سيُعَلِّمُ الإنسانَ خَطوَتَهُ

وعن موتٍ هو الفَنَّانُ
يُهْدِيْ الروحَ ريشَتَهُ

يُلَوِّنُهَا
ويُطلِقُهَا لجوِّ النورِ تُحفَتَهُ

عن الفقراءِ
عن غَيمٍ
يصبُّ الآن خَمْرَتَهُ

وعن غارِ الحياةِ مَشَاهُ ما لاقَىٰ خَدِيجَتَهْ

وعن أصحابِهِ فيهِمْ يدُسُّ العُمْرُ كعكَتَهُ

وعن وطَنٍ يُحِبُّ ثَرَاهُ
ليسَ يحب طَلْقَتَهُ

وعن ربٍ يُهَروِلُ!
لو
مَشىٰ الإنسانُ مِشْيَتَهُ

لـ"آهٍ" فى الجِنَانِ يَحِنُّ!
كي يُنْشِيْ قصيدَتَهُ





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)