لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "الغزالة" لـ "حسن العتماني"
الغزالة 0
مشاركة القصيدة
وأَرَىٰ الحقيقةَ كالغزالةِ
لا تكن أَسَداً
فَذا عهْد الغزالةِ أن تفرَّ من الأسود
ولو وقَعْتَ على مَكامِنِ نَحرِها
ستكون ساخطةً
ستأكل لحمَها
لكنَّها
حتما تفرُّ
بروحها
حتما تفرّْ
لا ترمِ سهماً نحوها
ها قد خسِرْتَ دَمَ الحقيقةِ ياحزين!
على الجروح ذُبَابُها سيحُطُّ
ها مسمومة صَرْعىٰ فكُلْ
لو ما الحقيقةُ كالينابيعِ التى صَفْواً تَجِىْ
صرتَ الفريسةَ
فانتبهْ
يا صاحبي إن الغزالَ يفر من صيادِهِ
لا تَرْبَصَنَّ بها عهدناه التربُّصَّ ليس إلا للعدو
وأنت إنْ عاديْتها عادتَكَ
ما هٰذى الغزالةُ؟
إنها امرأَةٌ
إذا كَرِهَتْ تَظَلُّ العمرَ بِكْراً منكَ
رغم الخمسةِ الأطفالِ بينكما
ولا
تَتَسَلَّلَنْ لتُبَاغِتَ الشيءَ المباغت فيك روحكَ والجوارحَ كلّها!
لا تُحضِرنْ معك الشِبَاكَ
ترى الحقيقة واسعةْ
فى كل وقتٍ أنت بين شِبِاكِها!
لا قوة معها ستجدى
لا تكن هذا القوىّْ
إن الحقيقة إن تكن من جانبٍ كغزالةٍ
من جانبٍ أيضاً كوحْشٍ فاتكٍ
ولسوف تُصرعُ لا محالةَ
لا تكن مُتغاضباً وتسُبَّها
إن الغزالة لا تحب الغاضبين
هى الجميلةُ
والجمال كما عهدناه العَصِىَّ على مُغازلِهِ
لِزَعَّاقٍ يلين؟
إذن فقل ماذا عَلَىّْ؟
كن كالفراشةِ فوق آذان الغزالةِ
كى تَراكَ صديقها
تَحْدُوكَ أحيانا إلى بستانِها
بيديكَ تَقتطفُ الجحيمَ الـ "يَشتهيكَ وتَشتهِى"!
وتبوح عن أسرارها
سرَّاً
فسرَّاً
والغزالة ها هنا
أيضاً تفرّْ!
لكن شبيهىَ لا تَخَفْ
ما دمت أنت صديقها ستجيءُ
من حينٍ إلى حينٍ
وتَفرِدُ فوق صدرِكَ شَعرها
وتَدُسُّ فى جنبَيْكَ كَلَّ نِيارِها
ستَسُلُّ منك الجسمَ عند النوم عند الصحوِ
فاتْبَعْها
وبارِكْ خطوها نحو السَّرابِ
اْقلقْ إذا مَسَّتْ يداك الماءَ
عند الماءِ تهربُ منك صَدِّقنى
تروغ إلى صحاريها فَطِرْ لَهِثَاً وَرَاها
أو فقِفْ
لا يعرف الإنسان منَّا أين قد يجدِ القصيدة!
كن كطفل دائماً لتضيءَ حَدْسَكَ مثل بَلُّورٍ عتيقٍ
مثل ألعابٍ وحَلوىٰ
للغزال مِزَاجُها
فاجعل مِزاجَك سيداً
بعيونها رصَدَتكَ
فَالدنيا
ستهجرُ لو رغِبْتَ
ولو هجرْتَ تَحُكُّ قَرنَيْها بجسمكَ
عُفَّ عنها تَلْقَها تحتال نحوكَ
مثلما احتالت لكائدها المكيدة
واحتفل لوشئت إن حضَرَتْ
ولكنى سأحْفَلُ لو تغيبُ
ففى الغياب مساحةٌ لى كى أقولَ:
مشَتْ هنا
فتقولُ: لا بل من هنا
فيقول ثالثُنا: ....وداست فوق رِجلى كلها وجرَت هناكَ
يقول رابعنا: متى؟
بل من بعيدٍ غازَلَتْ قلبى: تَعَىٰ!
ويقول خامسنا وعاشرنا يقولْ
أما إذا حضرت فكلٌّ شاهِدٌ!
لو قد شهدنا عُدَّ خلفىَ كم سيسقط من قتيلْ
ستجيء من حين إلى حينٍ
لتغمزَ من بعيدْ
أو تطرد الدمَ كى تُقرفِصَ فى الوريدْ
سترُوْغُ ثم تجيءُ
ثم تروغ ثم تجيءُ
حتماً لا مَحالَةَ
فى دلالٍ أو جلالْ
لا تضْجَرَنْ
فالعاشق الراقى يُقدِّرُ دائماً طَبْعَ الغزالَةِ
يا غَزَالْ!
الآراء (0)
نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)