الحَجَلَةْ - حسن العتماني | القصيدة.كوم

شاعر مصري


268 | 5 | 0 | 1



أَكتبُ القصيدة بحميميةِ أمٍّ ترى مولودها لأول مَرَّةْ

وبروح عاشقٍ ابتسمت له حبيبته من بعيدْ

وبإسهاب إنسانٍ قابل فى منامه أمه الغائبة فرحانةً تسأل عن أحواله

وبإيجاز منتحرٍ يكتب رسالته الأخيرة

وبأملِ مؤمنٍ بالله

وبقلقِ مديونْ

وبِهدوءِ وخبرةِ طِفلٍ يساعدني فيها خطوةً خطوةْ

الآن أكون قد نفخت في القصيدة من روحي
‏فتقفز حرةً خارج الورق
‏وتذهب بعيدا وأنا أنظر لها نظرةَ أبٍ لابنتِهِ فى زفافها

لن أحزن إذا لم يبتسم لها الناس فى الشوارع ولم يقولوا: كم هى جميلة

ولن أحزن إذا لم ينتبه حزينٌ ما لحذائها الملقىٰ جواره بعد أن نسيَتْه وهى تركض مسرِعةْ

ولن أحزن إذا لم تستضفها الصحف والمجلات لتشرح للناس كيف يطبخون أياما جميلة
ولتدُلَّ السياسيين على مكان الملح
ثم تَرُشُّهُ فى عيونِهِمْ

ولن أحزن إذا لم ير ظلها مسافر متعب فجلس فيه

ولن أحزن إذا لم تقْدِر أن تساعد عاملَ بناءٍ فى حمْلِ شكارة الأسمنت

ولن أحزن إذا لم تمسح دمعة ساخنة على خد أرملة
ولم يكن بمقدورها أن تصير لحما لأيتامها الجائعين

ولن أحزن إذا لم يلتفت عاشقان لأعقاد الفُلِّ فى رقبتها وهى تعمل بلُقمَتِها فى إشارات المرور

لكن سأحزن كثيرا إذا لم تأتِ القصيدة على قبري لتلعبَ الحَجَلَةْ





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)