مخطوطة - بحر الدين عبدالله أحمد | القصيدة.كوم

شاعر سوداني (1984-)


335 | 0 | 0 | 0




هي الكلماتُ القديمةُ مولاي
أحرسها لا أزالُ
وتحرسني
ريثما ينعس الساهرون بأنقاض وجهك يا أول الوسنِ
أرفرفُ في زَمَنٍ باهتٍ من ترفُّعِهمْ
وتكاد بلادٌ على ساريات الأساطير أن تُنَكِّسَني
وهم لا يزالون يقترحون زماناً
يهاجر من وثنٍ في الضحايا إلى وثَنِ
فماذا سُيبقون من جثثِ الأمل المُتثائبِ
والوعدُ يا مستحيلَ الفناءِ
بمخطوطة أزليةٍ منكَ
فيك فَنِيْ
غير أن أتلقّاك باسم البراعمِ والشُرَفِ المُسْتفيقاتِ وَرداً على كفني
وماذا سأطرقُ قُلْ لي من المَثُلاتِ
وكل الهشاشةِ أنت
فعُتباك يا شجناً يتنزّهُ عن شجنِي
وعُتْبايَ إذْ قلت عُتْباي
والعَسْجَديّونَ في سِنَةٍ
يقرعون طبولَ البلاد وهم فارغون من الوطنِ
فماذا تبقى من الحُبِّ بَعْدُ ليحبطني
وثَمَّ غبارُ العماليقِ
ضجَّ على قَسَماتِ الطيّبينَ فأوْجَسَهُمْ
في سُقوف مناراتِهِمْ شَمْعداناً صقيلاً من الحَزَنِ
وكنتُ أظنّك ترحَلُ باسم المدائنِ
مكتملا بالضباب إذاً
والمدائنُ كالناسِ
ترحَلُ من وطن في الجراح إلى وطني
وأنا بِلُغاتِكَ؛ تلك البدائيةِ الطَّعمِِ ذاتِ الإشاراتِ والبشاراتِ
أهْجِسُ بالمُمكناتِ وبالطَّميِ
أخرجُ من يَرِقاتِ العماليقِ أسقطُ من يدِهِمْ
وقد كنتُ منذُ ضبابٍ هناك أُهاجِسُهُمْ،
منذُ ريشٍ قديمٍ أزفُّ طيوري
قرابين خوفٍ
وأملأُ منقارَ لحني غناءً فصيحاً
أُرَقِّمُ مخطوطتي بالشجونِ وأقْضِمُ تفّاحةً لغةً
من فراديسِ إيقاعِكَ الرَّطِنِ
فهذي الوجوهُ المُدَمَّاةُ بالنقشِ
تمحو الحوائطَ
عابسةً وتُزخْرِفها
بكل انْصِهاراتِها وانبهاراتها
وبكل انتمائي لها معتماً وسَنِيْ
لا تزال ضحيةَ هذا الغمامِ
كآخرِ أُرجوحةٍ من خُرافاتِهمْ وجراحاتِهِمْ
وآخرِ نقشٍ على بابك المُنحني
أعودُ لطينِك يا جَدُّ أغسلُني مِنْ قداستِهمْ
أُعَفِّرُ ماضيّ بالشمسِ والشُعُلات القديمةِ أدهنُ ليْلِيَ باللهبِ المُتَوارَثِ أعجِنُ طينَ الحضارةِ
أُشْرِقُ في جُبَّتي وعمامةِ جَدّي
وأصرُخُ بالحِقِبِ (البَرْكَليَّةِ) ذاتِ القداساتِ والمُعجزات
أنِ احتضنِ الجُرْحَ عنهُمْ...أنِ
وذرِّ نُقوشي
بكل زمانٍ بريءٍ من الشُرَفِ العالياتِ
وكلِّ ضبابٍ مُفيءٍ على جسدي بالأماني
وخالٍ من الرقصِ
في زحمةِ الفتنِ
حافياً من صدى الأبْجديّاتِ
سَلِّمْ على الناسِ حتى تُطَمْئِنَهمْ
وأفرِغْ من المُستحيلِ حبيبي
يدَيْ وطني





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)




دمعٌ على سجّادة الحب
( 1.1k | 0 | 2 )
إلى بابلو نيرودا
( 1k | 4 | 4 )
شموسٌ عاجيّة
( 1k | 5 | 1 )
مجازٌ لروحِ الهضاب
( 939 | 0 | 3 )
من نبإِ الحُجُرات
( 892 | 0 | 0 )
صدرٌ يتنزّى
( 860 | 0 | 2 )
للذي لم يخُنْ دم الأغنيات
( 860 | 0 | 1 )
منحدراتُ الكاكاو
( 713 | 0 | 2 )
العطاّرون
( 658 | 0 | 0 )
هشًّ كقلبِ مئذنةٍ
( 634 | 5 | 1 )
رعشاتُنا البدوية
( 622 | 0 | 1 )
لمعبد "جبل البَرْكَلْ"
( 584 | 0 | 0 )
أحفادُ المتاريس
( 574 | 0 | 0 )
تجاعيد
( 563 | 0 | 1 )
قمحُ ما بعدِ الحداثة
( 556 | 5 | 1 )
نزوح
( 524 | 0 | 0 )
قُدّاسٌ لأجل ّ"جورج فلويد"
( 468 | 0 | 0 )
نخبٌ لتمثال أبراهام لِينكون
( 459 | 0 | 1 )
يرقات
( 428 | 0 | 1 )
حقيبة جلد لمارغاريتا
( 287 | 0 | 0 )
إلى الملاك الإكوادوري Leo Rojas
( 272 | 0 | 0 )
باقة أزهار نووية
( 147 | 0 | 0 )
وتبارك ظهر الأوطان
( 136 | 0 | 0 )
الحفيد
( 112 | 0 | 0 )
إلى شقيقي إبراهيم
( 98 | 5 | 0 )
إطلالة مبحوحة
( 87 | 0 | 0 )
حرية
( 82 | 0 | 0 )
مشهد من بيروت
( 78 | 0 | 0 )
في أعالي مِتْشِجان
( 76 | 0 | 1 )
مهاجرون إلى الأرض
( 76 | 0 | 0 )
مدينة (جدة القديمة)
( 72 | 0 | 0 )
المصعد
( 70 | 0 | 0 )
يوم الجمعة: عير الجدّات
( 69 | 0 | 0 )
جذور
( 66 | 0 | 0 )
باكو
( 65 | 0 | 0 )
راديسون بلو
( 63 | 0 | 0 )
الناس في أديس أببا
( 63 | 0 | 0 )
زهرةٌ بريّة
( 63 | 0 | 0 )
صلاةٌ لأجل البلاد وعليها
( 63 | 0 | 0 )
إيفانا
( 63 | 0 | 0 )
أتبرّك بأقدامهن
( 59 | 0 | 0 )
النيل الأزرق: (أرجوحة الدم العالية)
( 59 | 0 | 0 )
نافورة
( 43 | 0 | 0 )