إلقاء: حمزة الآغا

دخِّن ...
اذا كان الدُّخان لكَ انشراح ْ
هندم مزاجكَ وادَّعِ ...
أنِّي سأرجع في الصَّباح ْ
أشعل سجائرك العزيزةَ كلَّها
مرِّغ صباها في هراهير ِالرَّماد ْ
يا موطناً ساحات صدره معبدٌ
كم مرةً !
صلّيتُ ضمَّتكَ الشَّهية للفؤاد ْ
وجلستُ في منفايَ أقضمُ وحدتي
لا ظلَّ يحضن شمعتي
غصِّن جبينك غاضباً
افتح دفاترك المليئة بالنِّساءْ
من يا ترى ؟؟؟
ستحبُّها هذا المساءْ
ما عدتُ أذكر ضيّعتني
كثرة الأخبار عنها
والسّفاسف والهراء ْ
نانا فريدة عصرها
ستموت بين يديك حبَّاً
ثم تغلقُ خطَّها
فهناك في الطَّابور غيرك َ
يستغيث بصوتها ...
أو يا ترى ؟؟؟
سوسو الكئيبة من تهزُّ برأسها
وبكلِّ ما تلقيهِ قولاً تحتفي ...
تابع حديثك إنَّه ُ
كالنَّقش في صفحات ماء ْ
أو ربَّما ...
تبَّلتَ نفسك بالعطور دعكتها
لتزور ساحرة الشِّواءْ
لا تسأل الأصحابَ عن إرضائها
ما دمت في أجوائها
ستعيش دور السَّيد الشَّهم
المدجَّج بالرُّجولةْ ...
فلتشهد الأسواق أنَّك فارسٌ
قد نلتَ في الإنفاق ... أوسمة البطولة ْ
ذهباً .. ومكياجاً ... وأثواباً حريرا ...
يا أيُّها المغوارُ ... كم أنتَ عظيمٌ
حزتَ المباهج والمفاتن والسَّريرا...
ستقول : شكراً
حان وقتُ فراقنا
لتبوس أوَّل ضفدعٍ
لقطت به صيداً وفيرا
فيعيش دوره مثلما كنتَ ... أميرا ...
يا أيُّها الرَّجل الذي كان بعينيّ كبيرا
أرجوك أن تبقى كبيرا ...
الحبُّ يرفض أن يكون خميرةً
نفشت على أكتافها
قصص الخديعة والرِّياء ْ
الحبُّ يخجل أن يكون صبابةً
يقتات منها الأدعياء ْ...
الحبُّ أكبر من حوارات التَّناحر ِ
في ديار الأولياء ْ
الحبُّ ترجمة الحياة ِ
على عيونِ المخلصينَ
على دموع الأوفياء ْ
لو لم أكن يوماً حبيبتك التي
ألبستَها قُبَلَ الوعودِ وفُتَّها
تنْغَمُّ حزناً انزواءْ
لوجدتني
أطفو على وجه السَّماء ْ
عينايَ أشرعةٌ
وأهدابي ضياءْ
لو لم أكن يوماً ... حديقتك التي
صدأت وريقات الأنوثة
في جوى أزهارها
لرأيتني
توليبةً بيضاء أعلن ثورتي
ألقاً على عفن الشِّتاء ْ
لو لم أكن يوماً
هدايتكَ التي
خسرت على يدك
السَّكينة والتأمُّل والرَّجاء ْ...
لشهدتني أحيا كما عصفورةٌ
تهفو إلى غصنٍ وثير ْ
ما نفع أجنحتي ...
إذا وجه المحبَّة في دمي
طفلٌ يجوع إلى حنانك
مثلما يشقى الفقير ْ
والويل لي ...
الرِّيح لي ...
الفجرُ لي...
المجد لي ...
إنِّي أطير ...
من دون أي وصايةٍ شرقيّةٍ
يا سيِّدي ... إني أطيرْ ...

أستنشق الأمل النقيْ
.. في كلِّ شيءٍ ها هنا ...
فرحٌ شهيْ
ما أتعسَ النُّور الذي
يمضي بقية عمرهِ
ينهار فوق الشَّمعدانْ
دخِّن سجائرك اللئيمة كلَّها
حتى يفحّ الجمر من عينيك َ
ألسنة الدُّخان ْ
لا لن تبعثر صورتي
سيظلُّ طيفي حاضناً هذا المكانْ
درساً يعلِّمك الوفاءْ
لو لم تكن رجلاً يبدِّل جلده ُ
ويدير في دمهِ طواحين الهواءْ
لعرفتَ أنَّ العشق أوَّلهُ
وأوسطهُ وآخرهُ بكاء ْ
هندم دموعك وادَّعِ
أنِّي سأرجع في المساء ْ
إنِّي سأرجع عندما قلبي يشاء ْ ...

***