يطل كـبرق يختبئ في صفاته
سهاد تراتيلي شكاوى لغاته

يهـل كقـداس تـناساه ناسك
لينسج أفلاكا لدنيا عداته

تخاصر والأموات في كل حارة
مزارتها النشوى كألوان ( قاته )

وطاف يغني كل حرف مموسق
كمحتفل أعيادُه في وفاته

وظل ينادي هل مجيب لسائل
تمطى صداه في ازورار جهاته؟!

كأن صدى الأصوات قد عق رجعه
فأصبح لا يصغي إلى غير ذاته

يَشِفُ على سهد المرايا مزاجه
ليسكر من مُرٍّ نما في لهاته

تزاحمت اللأواء نزفاً لقلبه
فكل وريد يزدهي من رماته

إلى المنتهى ينمى على البدء يمتري
ليحيا شقاء في ضمير رواته

هو الدفتر المشنوق في سِورة الأسى
يمنَّيه وهمٌ هاطلٌ من دواته

فما زال في أقصاه سطر مشرد
كأُنس ٍ تهامى في نزيف حياته

يفر من المجهول والدرب ينتهي
إلى صدفة تغري المُدى بانفلاته

ويرسم للساعات أوقات عمرها
لينسى على الأوقات أحلى سماته

إلى الآن منذ البدء بالموت يحتمي
ومازال يدري موتَهُ في نجاته

متى تظمأ الأنهارُ والورّدُ يغتلي
يسافح قلباً من نبيذ فراته

لينفض عن (سينين) أنخاب زيته
ويسكب آمينا بنجوى صلاته

ويمسح ناموسَ التوجس صمتُه
ويُشْعِلُ أقصاهُ لأقصى فلاتِه

ليبسطَ كالحلاج من طهر روحه
مقامات وجدانٍ لشكوى لداته