اعتذار - مهدي النهيري | القصيدة.كوم

شاعرٌ عراقيٌّ (1978-) وكما يدلُّ اسمه، فهو نهير شعرٍ عربيٍّ.


391 | 0 | 0 | 0




قد تظنُّ الكتابةُ أني نسيتُ نقوشَ مداخلِها
قد أفكّرُ أني فعلتْ
ثمَّ أضحكُ
تباً لما قلتُ بل كيفَ قلتْ ؟
قد تكونُ تَجاهلُني لو مرقتُ بجانبِها
مثلَ نجمٍ سريعاً على جانبِ الليلِ
ثمَّ أفَلْتْ
ربما ازَّيّنتْ كي أكدّسَ في بابِها خيبتي
ربما هذهِ المستعينةُ بالصمتِ تخدعُني
كي أفكَّ رموزَ الفضيحةِ ثمَّ أُوارى بها
قد أقِلّ انفعالاً فلا أتكاثرُ
قد لا تكونُ الكتابةُ خدّاعةً
غيرَ أنّ لها طقسَها في التنصّتِ
لو خفيةً جئتُ أسألُ عنها دكاكينَ إعجازِها
حدَّ أني بماءِ السؤالِ الخجولِ انغسلتْ

قد تكونُ الحديقةُ جاهزةً للتنفسِ
لا للتأمُّلِ هذا المساءْ
قد يكونُ الغناءْ
عاطفياً فقطْ
فلا وقتَ يمنحُ تحويلَهُ سحباً في سماءْ
ولا وقتَ فيهِ لطبخِ الحروفِ
ورشّ بهارِ النقطْ

وما في الحديقةِ مسطبةٌ لجلوسِ الجدلْ
في الحديقةِ مسطبةٌ للمجرَّدِ من نفسِهِ
للمُنقّى من الشعرِ
للمتعرِّفِ تَوّاً على صوتِهِ
صامتاً ممطراً
جاءَ يكتبُ
لكنّهُ لم يجدْ ما يُناسبُ هذا المطرْ
قد تكونُ السحابةُ حُبلى
وفي بطنِها ولدٌ كاذبٌ لا شجرْ
وتكونُ الكتابةُ ـ صَمّاءَ ـ سيدةً حُلوةً
غيرَ صالحةٍ للحوارِ المهيأ
بينَ السجينِ وبينَ الشبابيكِ
عاليةً كالحنينْ
وبينَ البيوتِ الفقيرةِ والسادةِ المترفينْ
وبينَ دمٍ نازفٍ ودمٍ لا يلينْ
قد تكونُ الكتابةُ سوداءَ
كالغرفةِ المظلمةْ
فلا أثرٌ لجنونِ الغلامِ
ولا أثرٌ لغرامِ الأمةْ
قد تكونُ الكتابةُ وقتَ الكتابةِ
مُمعنةً في العبورِ ولكنْ مزاجُ النهَرْ
لم يعدْ جارياً جَرَيانَ فتاةٍ من الوردِ
في ذكرياتِ فتىً من سهَرْ
قد تكونُ الكتابةُ حقلَ مساميرَ
في أولِ الأمرِ لكنّها تتراجعُ
قد تتحدى وفي لحظةِ الصدقِ
تهزمُها نفسُها
قد تسوقُ الكتابةَ كالغيمِ ريحٌ
وتخذلُها في الطريق
قد تميلُ بقافلةِ الشعرِ
قافلةٌ تتوالدُ من باطنِ الصمتِ
قد تتبخَّرُ وهْيَ محوَّطةٌ بانفعالاتِها
قد تموتْ
قد تكونُ الكتابةُ خادعةً
غيرَ أنّ البيوتْ
لم تقلْ إنها بنتُ جُدرانِها والسقوفْ
الكتابةُ دوماً خيالٌ
على قلبِ شاعرِها ساعةَ الشعرِ
مثلَ الأغاني تطوفْ..



الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: