كوابيس وأحلام - عبد العزيز المقالح | القصيدة.كوم

شاعر وناقد وأديب يمني، يعتبر أحد أبرز الشعراء العرب في العصر الحديث وفي مقدمة شعراء اليمن المعاصرين. حائز على جائزة العويس الثقافية دورة 2008-2009 في مجال الشعر (1937-2022)


520 | 0 | 0 | 0




وَطَنٌ لا يَنَامْ
وَطَنٌ لا تَنَامُ الزُّهُورُ بهِ
لا يَنَامُ الحَمَامْ..
وَطَنٌ كانت الشمسُ مِن مائِهِ تَرتَوِي
وتُقَبِّلُهُ حِينَ تَنهَضُ مِن نَومِهَا
وتُقَبِّلُهُ وهي ذاهبةٌ لِتَنَامْ
ما الذي جَدَّ؟
كيفَ استَوَى وَطَنًا آيلًا لِلسُّقُوطِ
ومَقبَرَةً لِلسَّلامْ!
***
كلما اشتَدَّ صَوتُ الرَّصَاصِ
ولَعلَعَ في الصَّدرِ خَوفِي
خَرَجتُ إلى سَطحِ بيتي
وأَرسَلْتُ طَرْفِيَ نَحوَ السَّماءْ
فَيَأسرُنِي ما أَرَاهُ على أرضِها
مِن سَلَامْ
ويُرعِبُنِي ما أراهُ على أرضِنا
مِن ظَلَامْ
وما يَستوي في حواضِرِها
وقُرَاها
وشُطآنِها
مِن خَرَابْ.
***
كلما اشتَدَّ صَوتُ الرَّصاصِ
ولَعلَعَ في الصَّدرِ خَوفِي
خَرَجتُ إلى سَطحِ بَيتِي ونادَيتُ:
يا أهلَنَا..
أيُّها اللَّابسُونَ دُرُوعَ الحُروبِ
إلى أينَ تَمضُونْ؟!
إنَّ الطريقَ إلى اللهِ
لا تَبتَدِي مِن هُنا
والطَّريقَ إلى القُدسِ
لا تَبتَدِي مِن هُنا
فاخلَعُوا لامَةَ الحَربِ
واحتَكِمُوا لِلحوارْ
***
كلما اشتَدَّ صَوتُ الرَّصاصِ
وأَمْعَنَ في قَصفِهِ..
ذَبُلَ الوَردُ
وازدَادَ خَوفُ الحَدِيقةِ
غَادَرَهَا ماؤُها
وغِناءُ العَصَافِيرِ..
لا شَيءَ حِينَ يُلَعلِعُ صَوتُ الرَّصاصِ
يَظَلُّ على حالِهِ..
لا المَدينةُ
لا النَّاسُ
لا الشَّجَرُ الـ كانَ يَحرُسُ في اللَّيلِ
حُلمَ القَمَرْ.
***
كلما اشتَدَّ صَوتُ الرَّصاصِ
ولَعلَعَ في صَدريَ الخَوفُ
أَشرَقَتِ الشَّمسُ مِن خَلفِ (غَيْمَانَ)
وابتَلَّتِ الطُّرُقاتُ بماءِ المَحَبَّةِ
عادَ الهَوَاءُ قلِيلًا.. قليلًا
وأغمَضَتِ الأرضُ أجفانَها..
حَاوَلَت أن تَنَامْ.
***
كلما اشتَدَّ صَوتُ الرَّصاصِ
ولَعلَعَ في صَدرِيَ الخَوفُ
قُلتُ لِنَفسِي:
سَحَابَةُ حَربٍ سَتَمضِي
وتَبدَأُ عائِلَةُ اليَمَنِيّينَ
_أطفالُها، وحَرَائِرُها، والرِّجالْ-
لِتَلْتَفَّ فِي لَحظَةِ الحَسْمِ
مِن حَولِ مائدةِ الحُبِّ..
تَأكُلُ خُبزَ "المُلَوَّح"
وتَشرَبُ مِن ماءِ (شَمسانَ)
كأسَ الوِئامْ.
***
لا تَخَافُوا عَلَيه
على وَطَنٍ عَرَكَتْهُ الشَّدائدُ
واعتَصَرَت رُوحَهُ الحَادِثاتْ
ولا تَحزَنُوا..
إنَّهُ طائِرُ الرّخِّ
يَدخُلُ في النَّارِ..
يَخرُجُ مِن حَدَقاتِ الرَّمَادِ فَتِيًّا
كَمَا صَوَّرَتْهُ عَوَاطِفُنا
وتَمَنَّتْهُ أحلامُنا
وَطَنًا..
ناصِعًا كالنَّهار.



* من ديوان (يــوتــوبيــا وقصائد للشمس والمطر)


الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.




البكاء بين يَدَيْ صنعاء
( 3.1k | 5 | 6 )
فاتحة
( 2.8k | 5 | 0 )
ابتهالات
( 2.7k | 0 | 5 )
الحرب
( 2.6k | 5 | 6 )
مختارات من كتاب صنعاء
( 2.3k | 5 | 2 )
اليمن
( 2k | 0 | 0 )
بكائية لعام 2016م
( 1.4k | 5 | 4 )
أعلنتُ اليأس
( 1.1k | 0 | 4 )
لستَ وحدك
( 1k | 5 | 3 )
امتنان
( 970 | 0 | 1 )
في جلال الصداقة
( 943 | 0 | 3 )
الشمس تتناول القهوة في صنعاء القديمة
( 938 | 5 | 2 )
صنعاء تحت قصف المجاعة
( 900 | 0 | 0 )
رسـالـة
( 802 | 0 | 0 )
عند منتصف الليل
( 789 | 0 | 0 )
نافذةٌ على الرُّوح
( 760 | 5 | 3 )
بِالقُرب مِن حَدائِق طاغُور
( 757 | 0 | 1 )
رسالة مفتوحة إلى الوطن
( 716 | 0 | 0 )
من هلوسات الحرب
( 690 | 0 | 0 )
القصيدة.. أُمي
( 685 | 0 | 2 )
أَبعدوا الشعر عني
( 670 | 0 | 1 )
في المرايا
( 662 | 0 | 0 )
يا ليل
( 645 | 5 | 0 )
تساؤلات
( 629 | 0 | 1 )
أن تكتب شعراً
( 622 | 0 | 1 )
اللوحة 25 من "كتاب القرية"
( 610 | 0 | 0 )
يوتوبيا
( 593 | 0 | 0 )
نداء
( 592 | 0 | 0 )
العجوز والمقهى
( 590 | 0 | 0 )
بيتٌ في الريف
( 587 | 0 | 1 )
في البكاء على زمن الصداقة
( 570 | 0 | 1 )
من آخر الدهشة إلى أول الذكرى
( 564 | 0 | 0 )
سمر قند
( 561 | 0 | 0 )
مرايا الضوء
( 548 | 0 | 0 )
رؤيا
( 545 | 0 | 0 )
صوفية
( 539 | 0 | 0 )
الوصيّة
( 536 | 0 | 0 )
كـان يعجبني
( 534 | 0 | 1 )
مدن وأماكن يمانية
( 532 | 0 | 0 )
ارفع رأسَك
( 527 | 0 | 0 )
ذهـول
( 522 | 0 | 0 )
القبر والخيول المهاجرة
( 518 | 0 | 0 )
من آخر الدهشة إلى أول الذكرى
( 515 | 0 | 0 )
لا شيءَ في مكانه
( 500 | 0 | 1 )
اللوحة 15 من "كتاب القرية"
( 481 | 0 | 0 )
غَزَّةُ تكتب قصائدَ الدّم والانتصار*
( 458 | 0 | 2 )