إذا المـاءُ وَلَّـى
ما تُفيـدُ المراكِـبُ ....؟
و هَـلْ لِغريـبٍ إنْ كَبَا الحظُّ
صاحِـبُ ....؟

و مَـنْ يُرجِعُ الأيامَ
إنْ عزَّ وصلُهَا .......؟
وكلُّ طريـقٍ عكـسَ ما شِـئتُ
ذاهِـبُ

و مَنْ يَمسَحُ الدمعَ الغَزيـرَ هُـطولُهُ
وأوَّلُ مَنْ غَذَّى البُكاءَ الأقارِبُ

أنا ..... يا بناتِ الدَّهرِ
ما جِئتُ مُنكَراً
فَـعَنْ أيِّ شـيءٍ في الحياةِ أُعاقَـبُ ..؟

عَنِ الأرضِ ...!!
صـارتْ في يَدَيَّ حقيـبةً
فَهلْ كانَ ذَنْباً أنْ تُضَمَّ الحَقائِـبُ ..؟

عَنِ الصبحِ ...!!
يا للصبحِ كمْ طالَ هَجرُهُ
تأَجَّلَ سَـبعاً مُذْ غَزَتْهُ المناصِـبُ

•••••••••••••••••••

لقدْ صاحَبَتْني النارُ في كُلِّ وُجْهَةٍ
و في العُرفِ قَولٌ :
" صاحِـبُ المَرءِ ساحِـبُ "

حَرَقتُ مسـافاتِ الحنينِ بِدَمعتي
فَلِلْدمعِ طَبعٌ
_ إنْ طَمى الشـوقُ _
لاهِـبُ

هَرِمْـتُ فَتِيّاً ، وانقضى الغَيـثُ
قبلَ أنْ تَخَلَّـقَ في رَحْمِ السَّـماءِ السَّـحائِـبُ

أُقَلِّـبُ أوراقَ الأماني
لَعَلَّني أفوزُ بِحُلْمٍ لَمْ تَطَلْـهُ النَّوائِـبُ

معي وَطَنٌ ...
يَنداحُ في كُـلِّ غُربَـةٍ
كما انداحَ في نَخْبِ المراراتِ
شـارِبُ

معي وَطَنٌ ...
مِلءُ الأسى دَمعُ عينِـهِ
يُحاوِلُ رَتْـقَ الجرحِ ، والـطُّهرُ غالِـبُ

كِلانا يَتيمٌ ،
نَقتَفي ظِلَّ بعضِـنا
كأنَّا بِوَجهِ الحَقِّ عَيـنٌ وحاجِـبُ

كِلانا غَيورٌ
سـابَـقَ المَـوتَ نُبْلُـهُ
يَضُـمُّ انكِسـارَ الكـونِ ،
والكَـونُ ناصِـبُ

•••••••••••••••••••

لقدْ مِتُّ يا فيحاءُ خمسينَ مِيتَةً
وعُدْتُ إلى آذارَ عُمراً يُحـارِبُ

تَجاوَزْتُ سُـمَّ الوقـتِ
مُذْ صِرتُ هالةً
فهلْ تَلدَغُ النورَ الخَفِيَّ العقـارِبُ
....................؟

أنا ابنُ سِـنينِ اليُتْـمِ
جُرِّدتُ مِن يَديْ
ولكنَّني رَغمَ الخَساراتِ واهِـبُ

عَجَنتُ بِصَدري الآهَ في الحربِ
حِنطَـةً
ليَقتاتَ مِن ضِلْعَيَّ بَيـتٌ وراهِـبُ

ولَـمْ أَكُ بالـقَهرِ الذي صَـالَ
راغِـباً
ولٰكنْ عنِ الذُّلِّ الذي سَالَ
راغِـبُ

وها أنا ذا
نَخلٌ يُجاذِبُ ريحَهُ
طويــــلٌ كَـهذا البحرِ حينَ يُجاذِبُ

تُغالِبُني الأنواءِ حَدَّ استيائِها
وحَسبيَ فخراً أنَّني اليومَ
..................................غـالِـبُ