يومان في كنف الملاك - إبراهيم توري | القصيدة.كوم

شاعر سنغالي مقيم في المغرب (1996-)


498 | 5 | 0 | 0




زارَ السَّماء وَليته أدْلَى
سببًا سيوصله إلى السُّفْلَى

ما كان يؤمنُ بالشهابِ
وما له أفُق الملاكِ
براقه أمْلَى

وفؤاده قيْسٌ.. هواه مجرّةٌ
كان الوميضَ.. ورعْدُه ليلَى

سامرته بالذكريات
فباح لي سرّا سيخلق موتتي الأولَى

أفضى إليّ حكاية غَجَريّةً
يرجو مواساة الذي يُتْلَى

فسقيتُه السُّلوان
حيث تُلِمُّنا قُدسية اللّاشيء في الأعلَى
طِرْنا على وله هناك ولا هنا
نغْشى السَّماء بحلمنا الأغلَى

وكأنَّ سدرة منتهانا غيمةٌ
تبكي السراب بدمعة حُبلَى

ترنو إلينا الشمسُ
ثمّ أشعّةٌ...
لولا مهابتنا بدتْ أجْلَى

لمحتْ مريانا غداة شروقها
فتصدّعتْ..
ألِسُمرنا نَصْلَى؟

والبدر يسْترقُ الضياء من النجوم
ليأسر الحسناء أو تُشْلَى

وعلى الثريا الفرقدان تخاصما قِدَمًا
فويل للذي أطْلَى
لا تخبروا إبليس سوط عذابه
فالنار قد خمْدتْ وهي ثكلَى

ودّعتُها عند الصّراط وحالها تُرْثى
تناشدني يدًا فُضْلى

ولرقَّةٍ في القلب كدتُ أضُمُّها
وذرفْتُ دمعا قدْرَ ما أسْلَى

ولربَّما نوديتُ بعد هنيْهةٍ
فسَبى المنادى الحبُّ واستوْلَى

يا جنّة الأحلام..
يا فردوس
ضُمِّيني إليكِـ أسبّحُ الموْلَى

الحور..
ها هنَّ الجمال على الأرائك
يمسك الأتقى يد الأحْلَى
وملاك أعمالي يدنْدن هامسا رضْوان:
(ما زكّى وما صلَّى)

آمنتُ بالصِّدِّيق قال.. أطعتُه
فلنوثر الأبقى على العَجْلّى

لا وحي للقدّيس..
لا إسراءَ
لا معراجَ
لات طريقَه المثْلَى

فلربَّما جاءتْه بلقيسٌ هناك
فلمْلمَ الشَّفتين للنُّحْلى

قالت لي الأرْواح في ملكوتها
لا تنخدعْ بصلاتك الطُّولَى

فاللهٌ ينظر في القلوب
فأوْلِها همَّ الحياة وطيبُها أوْلَى

يوْمان في كنَف الملاك
وليلةٌ سكرى تُقامر بالسَّنا لولَا...

يا كوكبًا في الحلم
يا أملَ البراق
وقبلةَ الصوفيّ في الأعلَى

ما في الفضاء الرُّعْب غير مرحّب لليائسين
ونحن للسُّفْلَى

فارسمْ على الألواح دفئ قلوبنا
وازدُدْ حِماك فربّما سلَّى




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)