لا تحدِّثه عن الصّوت فهو يراه - الكيلاني عون | القصيدة.كوم

شاعر وتشكيلي ليبي (1959-)، صدرت له الدواوين الشعرية التالية: شائعة الفكاهة - لهذا النوم بهيئة صيد - عراء يركض بالممرات


433 | 5 | 0 | 0



أوفهِ كيلَ الصُّور فأنا أعرفه
ولدته الرياحُ من أكبادِ بصرٍ ذاتَ خسوفٍ
ينحدر بالنسيان إلى قوارير تنتظر البرقَ
وإلى تجارةٍ كانطواءٍ على شكوكِ السّمع
أعطهِ مقعداً يرتاح عليه فخَّارُ الصدفة
وعصا يهشّ بها الزفرات
ارسمْ له مشجباً
يعلِّق عليه معطفه الممزّق بالرصاص
وهفوات الأزقة،
أمواجاً لقاربه المكشوف لبنات الفضَّة
يخلعنَ القبلات كالأسنان من مقاصد الترجمان الميِّت
ويلقين بها للشمس:
أعطنا سهوَ الدموع
وخذي ربَّاتَ الدويِّ
أيتها الشمس الكبيرة مثل الخيانة
والذكريات
أعطنا الضجرَ البِكرَ
نورِّثه حِيَلَ القوافل ومنازلها كي تصل
جدالَ البراءة وسجَّانها الضّرير
أعطنا ثلثَ التأويل،
وثلثاه حليبٌ على نفسه
منطوٍ على نقوش الزيارة.
خلِّ بينكما فسحةً للهدير، ربَّما، أو للبكاء
فأنا أعرف ضيوفه
من أُمم الأغصان وما بعدها
ستراه يكلِّم العشبَ ويكلِّمه العشبُ
فاصبرْ على ما يقضُّ الطواف
لا تُشِرْ نحو سقوف اللّهاث ومناديله
مناديلِ المجهول الباهظ
كان المُعْضَلُ شبحاً متمادياً في صكوك القضاة
يتصفَّحون ما يخسرونه في هجاء التتمَّات
جنَّبوا أرصفةَ الملاذ ممَّا ذرفوه
طواحينَ عالية في مزادٍ هجين
قضاةٌ
إبرٌ
لثقب
آذان
الشقاء
يتباهون بشفاههم الغليظة وهي تنثر اللعابَ
كالروث في دكاكين الضّحى
والضّحى غائم بآثامهم
وآثامهم مقيَّدة بمحاريث مسروقة
رهائنه بطعم الغدير يتناوبونه كالقرَّاء
وفوق ذلك هادئون بخبزهم القليل يسندون إليه المفاتيحَ
وهم يرتِّلون اللحاقَ بأجنحتهم
بالفكاهةِ وغزال البحر،
هنا غزالٌ موعودٌ برؤياه
هذا زعمٌ بصلحِ العتبات ولغط الأوزان
هذا تمام المملوك الأصغر
بارّاً بلا شيء
مثقال قيدٍ بكلِّ السّفن
بكل الظلام المزروع يقطيناً حديديّاً
مثقال دمعة بكل الأبراج الشريكة
في صدوع التيه
والتيه
دمٌ
موصدٌ
بعمومة
المجزرة
لا تقربْ حصيرته وأنتَ ضامرٌ
كفكرةٍ جائعة
أعرفُ مزاجَ السرِّ بين سلاطينه
في بساتين إشاراته
وأعرفُ فتاواه الغاضبة
من تدوينِ الرضوض
فلتُهرِّبْ خادماتَ الجّفاف وبراهينه
قبل صياح الموائد
لتكن مشموماً كأرتالِ حبقٍ جبليٍّ
وأبداً
لا تحدِّثه عن الصّوت
فهو يراه





الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.