ذاكرة الأجنحة الجريحة - محمد الحبيب | القصيدة.كوم

شاعر سوداني (1996-)


737 | 5 | 1 | 2




من ذا سيقرأني
والغيب مرآتي
ما فيه يلمعُ برقٌ غير من ذاتي

أنا الذي خارج الأسماءِ
موطنُه
فلستُ أسكنُ إلا في انزياحاتي

يضيق عن جبتي
تاريخُ مَن قرؤوا ..
تسدُ أحجيتي شمسَ المجازات

يسافر الشعرُ
فانوساً على جسدي
كشفاً وشطحاً
يناجي ليلَ مأساتي

تشعُ خاطرتي في كل خافية
وفي الغياب لها كلُ المناراتِ

لا تسكب الماءَ ألا دهشةٌ جرحتْ
صمتي
لتورقَ أرضُ الأبجدياتِ

أسير مثل يسوعٍ مدَ ما اتسعتْ
لي الحروفُ
حزينَ الانعكاساتِ

 
أُعيدُ مَن جعلوا من دمعتي وطناً
يجرُّني نورُهم قبلَ البداياتِ

يسافرُ الحبرُ فيهم
كيف يرسمهم
ودونهم ينتهي حبرُ الخيالاتِ


قرنفلاً فاض عن منفاي ذكرُهمُ
لكي أطيبَ بهمْ
في كل ميقاتِ

خلف السؤالِ تواروا
 كي تلاحقَهم
نبوءتي من ثغورِ الاحتمالاتِ

يرخونَ فيَّ سماءً ملءَ أنجمِهم
فيحتسي نورَهم ثغرُ المجازاتِ

كانوا لنبضيَ نبضاً
لا بديل له
فاسمي يُضيءُ بهم
في غُربةِ الذاتِ

هم منهمُو أصبح التاريخُ...
إذ حملوا
حتى الفناءِ شموساً فوق مأساةِ

تجري على صحفِ التاريخِ أدمعُهم
منيرةً في عصورِ الإنطفاءاتِ
 
في ليلِ أيوبَ
قد حنّتْ مكانتُهم
إلى شموعِ يسوعٍ في السماواتِ  

هم من لهم سورةُ الإنسان منزلة
هم منهمو اشتعلتْ نونُ البداياتِ

هم رقيةٌ من غبارٍ  
صوتُ ثائرةٍ
تصيحُ :يا خيبراً يا ملحَ آهاتي

صياحها غَرِقٌ
في صوتِ قنبلةٍ
ودمعُها وردةٌ
فوق الجنازاتِ
 
تُخفي عن الليل شمساً في أناملها
تنيرُ خيمتَها رغم الجراحاتِ
 
في هامشِ النهرِ نهرٌ
عاد ممتلئاً
بالنازفين على حدِ البطولاتِ

الداخلين فؤادَ الأرضِ إن وجدوا
على جوارحِها موتَ الهُوياتِ
 
غنوا على الوترِ المخفيّ
 أغنيةً
إيقاعها واسعٌ من كل مرآةِ

متى تُفَجِّرُ أصواتاً حناجرُنا
تُملي بطولتَنا
في صفحة الآتي؟

 
فليخلعِ الصمتَ صوتُ الضادِ
ــ معذرةً ــ يا نائمين
 على دفء الحكاياتِ




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)