الخروج من البئر - محمد الحبيب | القصيدة.كوم

شاعر سوداني (1996-)


996 | 5 | 4 | 5



أسيرُ أصرخُ لا يَرتَدُّ أيُّ صدى
إليَّ أُسهبُ خطواتي بغيرِ هدى

مُسترسلاً فيّ كالأنسامِ إذ فضحتْ
وَشمَ الدّيارِ فأندتْ قلبيَّ الصّلِدا

تقول لي غيمةٌ عذراءُ تُشبِهُني :
كأنَّ للحبِ لوناً لم يَسَعْهُ ندى

غداً أُخَيَّةُ هذي الأرضُ ترسمُنا
حقلاً سيُلبِسُ عُريَ الأرضِ ألفَ رِدا

يُحِنُ للضوءِ نقشٌ فيَّ قد بَعُدَا
كم بَدَّدَ الشِّعرُ مصباحاً وما وجدا

كزهرةٍ من خيوطِ الصبحِِ ما جُرِحَتْ
ليكشفَ النورُ في أحزانِها بلدا

كغابةٍ إذ تُثِيرُ الشّمسُ أسئلةً
من الشُّعاعِ وتَمْضِي في الظلالِ سُدى

في الصمتِ إذ تبلغُ الأسماءُ غربتَها
وليس تبلغُ في أسرارِه أمدا

أمعنتُ أرمي على النيرانِ أحجيتي
الصندليةَ لكنْ سحرُها بردا

أنا الذي تطعنُ الآبادَ غايتُه
ويجعل الليلَ قرطاساً إذا سَهِدا

لا برجَ يمحو التباساً في شوارده
لأنه يطفئُ الابراجَ إنْ شردا

كم حرّكَ الكونُ في إحساسه وتراً
فصيّرَ الكونَ بالأوتارِ رجعَ صدى

واستلهمَ البحرُ من رؤياه زرقتَه
في لحظةٍ تَسَعُ الآزالَ والأبدا

ما ذوبتْ جسدَ الأشياءِ دهشتُهُ
إلا لتخلقَ مِنْ أرواحها جسدا

مثل المرايا يُعَرّي الكونَ من دمِه
ولونِ ماضيه كيما يرسٌمَنَّ غدا

قال المغني: أ للتاريخِ نافذةٌ
غيرَ الصليبِ إذاما الطّيرُ فيّ شدا

هل للفراشةِ دَورٌ فوق مسرحِه
كاللاشعورِ وهل للمُثْكَلاتِ صدى

أليس للحبِ ليلى غيرَ مَنْ تَركتْ
صمتَ المُغنينَ مثقوباً بمَنْ فقدا

أليس للكونِ ربٌّ غيرَ مَنْ نحتتْ
له السيوفُ على أحلامنا جسدا

يحنُ للضوءِ والتاريخُ راويةٌ
مازال يَنْتَقِدُ الأبطالَ والشُّهدا

إن لم تخن في مداه الشّمسُ واقعَنا
لم تفتحِ الشّمسُ في الموالِ أيَّ مدى.




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)