كنتُ،
من قبل أن أسكن الجسدَ المتهدمَ
أعني به جسدي الآدميَ المهلهلَ،
ذئبًا أجوبُ البراري
كنتُ أمضي لياليَّ يقظانَ
من أول الليلِ
حتى طلوع النهارِ
كان صوتُ عوائي
يفيضُ على جبلٍ لا يُرى فيه غيري
كان أفقُ سمائيَ أجردَ لا غيم فيه
ولا أيُّ وعدٍ بماءٍ
ولا خفقُ طيرِ
لم يكن يكسر العتمة المستبدة حولي نورٌ
ولا وهجُ نارِ
كنتُ أهوي ببئر من العزلة الأبديةِ
ليس لها من قرارِ
كنتُ مملكتي والمليكَ الوحيد المتوّجَ فيها
ومالكَ أمري
وكان الرماديُّ لوني الذي
لستُ أعرفُ لونًا سواهْ
وكنتُ أقدّسُ، رغم الذي رددته الأساطيرُ عنّيَ،
معنى الحياة
…………………………………….
……………………………………

غير أن السؤال القديم/الجديدَ
سيبقى يؤرقني
وترفرف راياته في دمائي:
كيف دارت بي الأرض حتى غدا الجسدُ الآدميُّ،
بكل هشاشته والعيوب التي فيه، داري؟
وهل سأعودُ كما كنتُ ذئبًا أجوبُ البراري
وأعوي بها حيث شئتُ؟
………………………….
…………………………
آهِ لو أنني الآن مُتُّ!