إحصائيات تقييم قصيدة "خريفُ الملامح" لـ "محمد الجابري"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "خريفُ الملامح" لـ "محمد الجابري"
خريفُ الملامح 0
مشاركة القصيدة
وَجْهي تساقطَ في الشَّوارعِ والمقاهي،
بَعْثرتهُ الرِّيحُ خلفَ حوائطِ النِّسيان.
أمشي بلا عينٍ تُراقبُ رحلتي،
والفَقدُ يَنهشُ ما تناثرَ مِنْ خُطايَ على طريقِ الأمنياتِ،
فأمتطي صَبْري
وأركعُ كيْ أُقَطِّبَ جُرحَ أسْئلةِ الوجودِ،
وأجْتلي الأسرارَ ممَّا باحَ رَمْلٌ للحصى.
أهوي فيحْملني المساءُ إلى بلادِ المُتعَبينَ مِنَ النَّهار.
وهُناكَ لا ظِلٌّ يُعَرقلُ خُطوتي فوقَ المَسار.
*
لَكنَّني
أحتاجُ وَجْهًا يَلقفُ اسْمي مِنْ تفاصيلِ الصَّدى،
فأعودُ أركضُ في المسافةِ بينَ أشلاءِ الملامحِ كلِّها،
أصْطادُ وجهي مِنْ تفاصيلِ السِّنينَ،
وكلَّما أخطأتُ تثقبُني الهزيمةُ في الضُّلوعِ،
تفرُّ مِنْ صدري عصافيرُ البراءةِ،
والحكايا البيضُ لطَّخَ ثوبَها نزفُ الحنينِ.
ويَظلُّ يُمطرُ فَوقنا غيمُ الأنين.
*
وأسيرُ تحتَ هزيمتي وأجرُّ ظِلًّا مُرْهَقا.
لا وجهَ لي،
لا بيتَ يحميني صقيعَ النَّاسِ في الطُّرقاتِ،
أُشبهُ بِرْكَةً في اللَّيل.
أمشي وتقذفني الخُطى نحو ارْتعاشاتِ الحقيقةِ
كي أرى هذا الغيابَ يشدُّ أوردتي
ويَقلعُ مِنْ دمي شَجَرًا تَحمَّمَ بالنَّدى،
ويَدُسُّ مِلحًا تحتَ جلدي ثُمَّ يبلعني الشِّتاء.
أوَّاهُ مِنْ هذا الشَّقاء.
*
الآنَ تَتَّحدُ المنافي كي تنالَ نصيبَها
مِنْ جسميَ المبشورِ،
تقتسمُ الغنيمةَ في صراعٍ كافرٍ.
تأتي السُّجونُ بكلِّ قسوتِها لتطلبَ حقَّها،
صوتٌ
ورائحةٌ
وذاكرةٌ يُراودها البُكاء.
وأظلُّ أمشي رُغمَ هذا الإنتهاء.
*
أنا مُتعَبٌ جدًّا؛
بنيتُ مساجدَ الإنسانِ في كفِّي،
فما لَمَسَتْ يدايَ سوى الحَمام.
أذَّنتُ في كلِّ الأماكنِ أنْ هلمُّوا للصَّلاةِ
وحيَّ حيَّ على الغناءِ بروحنا،
لكنَّ أنهارَ الحياةَ مريرةٌ والنَّاسَ تحتقرُ الهديلَ،
وحُلمُهمْ في الأرضِ عاهرةٌ ومالٌ أو بَنون.
«يا ليتَ قومي يعلمون»
*
ما عُدتُ أُشبهني،
تَفكَّكتِ الضُّلوعُ، وصِرتُ كوخًا نائيًا،
لا يستثيرُ فراشةً أو عابرا.
تمشي حواديتُ الطُّفولةِ مِنْ أمامِ مواجعي،
وتمرُّ حاملةً رُفاتَ العُمرِ،
رُمَّانًا عجوزًا،
خَيْمَتَينِ مِنَ الهزائمِ،
عُلبَتَينِ مِنَ البَخورِ،
ونصفَ كيسِ البُرتقال.
أتُرى يُضيءُ ببيتِنا وجهُ الوصال؟
*
وبرُغمِ ما مَلَكَتْ يدايَ مِنَ التَّمزُّقِ والتَّآكُلِ
في بلادِ الواقفينَ على النِّصالِ،
فإنَّني ما زِلتُ أمتشقُ المحبَّةَ إنْ دُعيتُ إلى النِّزالِ،
أنا أُحبُّكِ يا شروقُ بكلِّ ما اقترفَ البَعيدُ مِنَ الخيالِ،
بكلِّ ما انطَفَأتْ شموعٌ في الكنائسِ،
أو تَدلَّى مِنْ مآذنِ ربِّنا صوتُ ابْتهالِ،
أنا أحبُّكِ ثابتًا رُغمَ التَّوتُّرِ والتَّداعي والبُكاءِ على الملامحِ
إنْ تُهاجرُ مِنْ بقايا وجهيَ المسروقِ مِنِّي.
صوتي بعيدٌ ميِّتٌ، هلَّا أتيتِ لكي أُغنِّي؟
*
عيناكِ أوَّلُ سَجْدَتَيْنِ لتائبٍ،
عينايَ عائدتانِ مِنْ حَربٍ عجوزٍ،
والطَّريقُ تميلُ للمنفى.
أشتاقُ صَوتَكِ في الصَّباحِ مُبلَّلًا بالشَّمسِ،
يأخذني إلى الأيَّامِ أشربُ نورَها
فيُضيءُ جسمي بالأغاني،
ثُمَّ أشتَعِلُ احْتفالًا بالضُّحى.
وَحْدي أُهذِّبُ طفلَ ذاكرتي،
وأمسحُ ما تساقطَ مِنْ حنينِ الدِّفءِ في ليلٍ مُخيف.
فمتى -بربِّكِ- يَنتهي هذا الخريف؟
*************
الآراء (0)
نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)