الصَّارخون - محمد الجابري | القصيدة.كوم

شاعر أو صانع فاكهة مصري (1987-)


250 | 0 | 0 | 0




الصَّارخونَ،
على الصَّدى هَجَعوا
وعلى موائدِ حُزنهم قَبَعوا
يَتَعرَّقونَ
كما تقولُ الأرضُ،
لا يومٌ دَنَا مِنْ حَرِّهم نَبْعُ
لهمُ المَتاهةُ
في قِفارِ الصَّبرِ،
أهْدابٌ نما في ظِلِّها الوَجَعُ
سُحُبٌ مِنَ الأصواتِ
تُمْطِرُ سِرَّها
فوقَ الذينَ بصمْتِهمْ قَنِعوا
أصواتُهمْ
تَعِبَتْ مِنَ الخُذلانِ واهْتَرَأتْ،
وليسَ هُناكَ مَنْ سَمِعوا
يَمْشونَ نحو الضَّوءِ في صلواتهم
يَتَضرَّعونَ ليطْلعَ الزَّرْعُ

خُطواتهم في الرَّملِ مَقبرةٌ،
وخطو المُبْتلى ما زالَ يُتَّبَعُ
الضَّوءُ
يلمسُ نبْضَهمْ، فيَصيرُ نارًا
منْ رمادِ الموتِ تَنْدَلِعُ
الصَّارخونَ،
الطَّيَّبونَ،
العائدونَ مِنَ الهزيمةِ وَحْدَهمْ،
رَكَعوا
هذا أبي،
حقلٌ منَ اللَّيمونِ يَحْرسُ عُمْرَنا
والموتُ يَمْتَنِعُ
يَتَسَحَّبُ الأمسُ المُبقَّعُ بالشِّتاءِ
إلى العُيونِ،
فتنتشي البُقَعُ
كانَ الحنينُ
يَطوفُ في عينيهِ مُعْتَمرًا،
ورَكْبُ الدَّمعِ يَنْدَفعُ
لأبي صناديقٌ
مِنَ الأسرارِ
يفتحها رؤًى
ممَّا يرى السَّمعُ
كَمْ عاشَ يَطبُخُ صوتَهُ
للعابرينَ
ويسألُ الأيتامَ هلْ شَبِعوا؟
الآنَ نصْرُخُ يا أبي في الحربِ،
لا سيفٌ
يُطاوعنا ولا دِرْعُ
لا بابَ
خلفَ الجُرحِ نطرقهُ
ولا عرفَ الطَّريقَ لليلِنا شمْعُ
نحنُ الحقيقةُ في تَجرُّدِها،
نخطُّ على شفانا
ما روى الضَّرْعُ
ونُرمِّمُ الأطلالَ في دَمِنِا
بمِلْحٍ داكنٍ
يَنْتابهُ الفَزَعُ
هذا الشَّقاءُ البربَريُّ
يُصيبُنا
فيَسيلُ مِنْ أضلاعِنا الدَّمعُ
*




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)