تراب - عماد أبو صالح | القصيدة.كوم

شاعر مصري، يطبع كتبه على حسابه الخاص ويوزعها بنفسه رافضا بيعها، يعتبر من أهم كتاب قصيدة النثر (1967-)


392 | 0 | 0 | 0




ما عاد ترابَ الله
الذي خطا عليه آدم لأول مرة.
صار تراب الناس
الذين ذبحوا بعضهم لأجله.
هو مسحوق جماجم.

كيف لم ينتبهوا
وهم يدوسونه بجزمهم
أنه ليس أغلى من دمهم؟
ماذا كان سيحدث
لو سلّموا على بعضهم
على الحدود
وزرعوا القمح بدل الألغام
في المساحات الواسعة
التي يتقاتلون عليها
ثم ناموا قليلاً
وصحوا ليأكلوا سويّاً؟

يقولون: "نحن نحرره"
ليبرروا حبهم لشرب الدم.

إنه يتنقل
-مثل طائر-
بين بلد وآخر
-مع الريح-
وهم لا يجرؤون
أن يتخطوا الأسوار التي بنوها
وسجنوا فيها أنفسهم.

"ترابهم"؟!
لا بد أنه يقهقه
(في شكل عاصفة)
حين يتوهمون أنهم يملكونه.

إن الأرض تدور
فيكون
-في ساعة الحرب-
في الجبهة الأخرى
بينما هم يدافعون باستماتة
-في جبهتهم-
عن تراب أعدائهم.

القتيل والقاتل
نائمان
-جنباً إلى جنب-
في أعماقه.
بمرور الزمن
-حين يتحللان فيه-
ينتقل قلب أحدهما
مكان قلب الآخر
أو ربما يختلطان
وينبتان وردة واحدة.




الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: