أنشودة للعذوبة (8) - البيومي محمد عوض | القصيدة.كوم

شاعر مصري، تفضي نصوصه إلى خصوصيّة عالية في الرهافة والجمال والرؤيا


284 | 0 | 0 | 0




العصَافِيرُ مِن نَدَى رَبِّنا،
قومِي ادخُلِي الكَرْمَ سَاعَةَ المَغْرِبِيَّةْ
ادخُلي فِي الغَمَامِ،
فِي أبَدِ النِّعْمَةِ، فِي قُبَّةِ الحنَانِ النَّبِيَّةْ
سَرِّحي الرُّوحَ في نَشِيدِ المَرَايَا،
حرِّريهَا
مِن وَطْأَةِ الجَاذِبِيَّةْ ..!
.
بُوسَتِي
يا سمراءُ لا تشبهُ البَوسَ،
فلا تحزَني لمحوِ العَلامَةْ
انظُري!
تحتَ جلدكِ الآنَ ثورَاتُ بَسَاتِينَ،
بانتظارِ القِيَامَةْ
فاشهَقي بالهَوى،
ليكتَملَ المَاءُ،
ويغدُو الصهيلُ رهنَ الوَسَامَةْ
.
أسرعِي، أسرعِي،
فقلبيَ دامٍ
انزعِي من أغوارهِ "سهمَ اللهْ"
كيفَ هذا الجَمَالُ هاجمَني كالذئبِ؟!
لمْ أنتَبِهْ لِسَيْفٍ سَلَّهْ
انزعِيهِ!!
لا! لا! ... دَعيهِ دَعِيهِ
بُرْءُ جُرحِي .. أن يحضِنَ السَّيفَ كُلَّهْ .. !
.
سأَلَتنِي السَّمْراءُ
ذاتَ شُمُوعٍ، ونسِيمُ الرُّبَا بنَا يتَمَاهَى
مَا يريدُ الوسِيمُ بعدُ؟!
ألم تشبعْ من الحُسْنِ فِيَّ، فِيَّ تنَاهَى؟!!
أنا لا أذكُرُ الإجابةَ،
لكِنْ .. أذكرُ الآنَ عِطْرَهَا الأوَّاهَا ..!
.
رَقْرِقِي
كفَّكِ الرَّبِيعيَّةَ الآنَ،
أنا في مقامِ حَمْدِ الدَّلَالْ
فاسمَحِي لي بلَثْمِها،
إنَّ مِن تقوَى شفاهِ العشَّاقِ لَثْمَ الجَمَالْ
وأنَا
يَا بنتَ الجِبَالِ كَرِيمٌ،
شَهِدَ الوَرْدُ .. وَالنَّدَى .. وَالجِبَالْ
.
《 في عناقِي، كُن قاسِياً،
حدَّ تكسيرِ عقيقِي، وحدَّ تفتِيتِ نَارِي
أنا مِن أوَّلِ الرُّؤى بانتظارِ الوَعْدِ،
مِن أوَّلِ اشتعالِ الغُبَارِ 》 ..
بَدْءُ ما قالَتِ الجميلَةُ لِي،
حينَ تلاقَى الإعصَارُ بالإعصَارِ
.
عسَليٌّ هَذا الهُتَافُ
بعينَيكِ، ظِمَاءٌ أجرَاسُهُ العِطْرِيَّةْ
وأنَا عابرُ السَّبيلِ،
مَعِي نبعُ الغمَاماتِ، والرُّؤَى الجَبلِيَّةْ
فدَعِي الزَّنبَقاتِ ..
تقترِحُ الآنَ، لقاءَ الدَّرْويشِ بالغجَرِيَّةْ
.
أنَا سلَّمتُ للأنُوثةِ
أمرِي، مِثلُ هذا الحَنَانِ يُمْلِي شُرُوطَهْ
أنا ألقَيتُ كلَّ أسلِحَتي،
ذُبتُ أمَامَ الأسطُورةِ المفرُوطَةْ
عَمَلي الآنَ ..
أن أرمِّمَ موَّالَ المَرَايَا بالفِتنَةِ المخرُوطَةْ
.
أسندتْ ظهرَها إلى حَجَرِ،
فانشقَّ عَن:
رقصَةٍ لسِربِ غَمَامِ
وقُرًى من شَذًى،
ومَوَّالِ شَمْسٍ، وفَضَاءٍ مُطَرَّزٍ بِحَمَامِ
ومَشَاوِيرَ
في رَحِيقِ عَذَارَى،
وَمَرايَا من لَازَوَردِ الغَرَامِ
.
أتعبَتْ أبجديَّتي
امرأةُ المَوجِ، ضباباً على الخيَالِ تمُرُّ
- ما الهُدَى؟ (قلتُ) .. - أوَّلُ التيهِ! (قالتْ)
- ما المَرَايَا؟ - ليلٌ ورقصٌ وخمرُ
ورمَتْ شَالَها على البحرِ
مُوسِيقى؛ فمَسْرَى القلُوبِ صَارَ البَحْرُ ..!





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)