ازدحاماتٌ و ظِلُ غريبٍ خافت - أحمد عبد الغني الجرف | القصيدة.كوم

شاعرٌ يمنيٌّ (1988-) يجرفُ في وعولة الشعرية، حتى يسوّيها.


339 | 0 | 0 | 0




أنا .. ما بدأتُ الحزْنَ هذا لأختِمَهْ
أتيتُ حياتيْ وَ هْيَ صحراءُ مُظْلِمَةْ

و لم أبتكرْ حظًّا لنفسيْ ، وجدتُنيْ
هشيْمًا ، هشيمًا ... أمنياتي مُهَشَّمَةْ

و في نصفِ روحيْ وَ هْيَ ملْأىْ أحِبَّةً
خرَجتُ يتيمًا لا يرى الناسُ مأتَمهْ

تَقدَّمتُ نحويْ آخرَ الناسِ ، إنَّما
بقيتُ وحيدًا هالكًا في المُقدِّمَةْ

بقيتُ وحيدًا ، كُلَّما مرَّ صاحبٌ
قديمٌ ، على بالي تَحَوَّل مقْصَمَةْ

و حينَ ترانيْ في الضَّياعِ صديقةٌ
خَيَاليَّةٌ تقْتصُّ ظِلِّيْ لِترْسمَهْ

أنا ما فهمتُ الوَضْعَ حسْبَ كَآبتيْ
و مَوْروثِ حزْني ، لكِنِ الشَّمسُ معْتِمَةْ

عَنِ الغُربةِ الكبرى سأرويْ حكايتيْ ؟
عنِ الحُبِّ ؟ لا ، إنَّ التَّفاصيلَ مؤلِمَةْ

لقدْ ماتَ في قلبيْ ثلاثونَ عاشقًا
و ما زالتِ الرُّؤيا القديمةُ بُرْعمَةْ

متى تزْهرُ الأسماءُ - يا شعرُ - في دمي ؟
فبيْ شاعرٌ ما زالَ لا يشْتهيْ فمَهْ !!

دواوينُهُ السَّبعونَ في ركْنِ قلبِهِ
كأحزانِهِ مهجورةٌ أو مُكَوَّمَةْ

لَكَمْ يَتَمَنَّىْ أنْ تَعيشَ بشِعْرِهِ
فتاةٌ تحبُّ " الموتَ شعرًا " و مُلْهِمَةْ

و كم يَتَمَنَّىْ أنْ تجودَ بلادُهُ
لهُ باحْترامٍ ، ليسَ يحتاجُ أوْسِمَةْ

لقد مرَّ فوجٌ واعدٌ منْ أمامِهِ
و لم يلقَ إلَّا " أسْوَدًا " أو " مُسيْلَمَةْ "

تمُوتُ الفتوحاتُ التيْ في ضلوعِهِ
من الكَبْتِ إيْماءًا و همْسًا و تَمْتَمَة

و لم يلقَ من يصغيْ لهُ أوْ يحبُّهُ
خصوصاً و هذا البوحُ يحتاجُ ترْجَمَةْ

لقدْ قالَ ما في صدرِهِ من حصارِهِ
و لم يَبْقَ حُبٌّ شاهقٌ كيْ يُكَتِّمَهَ

منازلُهُ ، أصحابُهُ ، أغنياتُهُ
تطاردُهُ ليلاً ، فتأكلُ مُعْظَمَهْ

إلى أينَ يأويْ بانكساراتِ قلبِهِ
و ما جبَلٌ يحنوْ عليهِ ليَعْصِمَهْ ؟

لقدْ عاشَ عمْرًا دونَ أهلٍ و موْطنٍ
فما ضرَّهُ التأويلُ أنْ يَتَوَهَّمَهْ !؟

حزينٌ يرىْ الأشياءَ تسْبَحُ ضدَّهُ
لهُ في حشا كلِّ امْرئٍ ألفُ مَظْلَمَةْ

ملامحُ هذا الدَّربِ تنهَشُ حدْسَهُ
و معْناهُ يحسوْ ذاتَهُ الْمُتَضَخِّمَةْ

تموتُ الأغانيْ بينَ عينيْهِ غُربةً
فيمسِيْ يواريْ روحَهُ المُتجهِّمَةْ

على صدرِهِ نامتْ جثامينُ لَهْفةٍ
و تاهتْ بجفنيْهِ بساتينُ قَيِّمَةْ

لَكَمْ حاوَلَ الإشراقَ ! لكنَّ عصْرَهُ
إذا أيْقظتْ أحلامُهُ الضَّوءَ حطَّمَهْ

تصاحبُهُ في التَّيهِ أوجاعُ موطنٍ
حَدَاثيَّةُ التَّنْكيلِ بالطَّيشِ مُتْخمَةْ

2018


الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)