وصايا الميتِ الاخير - خالد الحسن | القصيدة.كوم

شاعرٌ عراقيٌّ (1988-) له لغتُه الخاصة. وحائزٌ على العديد من الجوائز العربية في الشعر.


463 | 0 | 0 | 0




غداً إذا مِتُ ..
قولي : خانَني سرا
لكنَّهُ ماتَ في أحزانِهِ جهرا

وإنَّهُ كانَ كذَّاباً يعاهدُني بالمستحيلِ
ويُعطي الحلمَ للأُخرى

وإنَّهُ ذاكَ ..
لو أغوتْهُ سيدةٌ
يُعَلِّقُ القلبَ في أيامِها بدرا

يواعدُ العشقَ في مقهى خسائرِهِ
ويحتسي في الليالي حزنَهُ خمرا

وكانَ يجري إلى الدنيا ..
وقدْ كَسَرَ الحبَّ الوسيمَ ولم يتركْ له جبرا

وكانَ يخدعُ قلبي بالكلامِ ..
لذا خنسائي البكرُ لا ترثي به صَخْرا

غداً إذا مِتُ ..
قولي: كانَ من حجرٍ
وطعمُ قُبلَتِهِ وقتَ الهوى مرا

كفاه من خشبٍ ..
عيناهُ من خشبٍ ..
ووجهُهُ في المماحي يُشبهُ القبرا

ولا يجيدُ الاغاني ..
لم يزرْ دمَهُ لحنٌ عميقٌ
ولم يكتبْ لي الشعْرا

ولمْ يعاشرْ لأجلي الليلَ ..
وانشغلتْ عيناه عني
ولم يطفئْ بي الجمرا ..

ولا يحبُ عيوني ..
لا يرى عطشي ..
ولا يجوعُ لحُسني الرحبِ أو يعرى

ولا يصلي لقلبي ..
لا ينامُ على يديَّ ..
لا يعشقُ الانهارَ والبحرا

ولا يُقَبلُني من كلِّ ناحيةٍ
ومن عذوقي التي ..
لا يقطفُ التمرا

وكنتُ في أعينِ الارقامِ واحدةً
وكانَ ــ يا للأسى ــ في عينيَ الصفرا

غداً إذا مِتُ ..
لا تأتي لمقبرتي
ولا تغنّي بكاءً عاشرَ الحبرا ..

وقبلَ موتي تعالي ليْ ..
فقد نضجتْ كلُّ المواعيدِ حتى اصبحتْ جسرا

نعدو عليه إلى حلمٍ
يغازلُ في سوادِ عينيكِ ــ يا مولاتي ــ الفجرا

اللهُ لو مرةً تأتينَ لي ..
لنمتْ أعوامي البيضُ ورداً ينثرُ العطرا

عشّاقُكِ الفذُّ ..
لا يرنو إلى زمنٍ مضى يجرُّ خطايا عمرِهِ جرا

يقدمُ العُمُرَ الآتي إليكِ
وقد يطوفُ حولَكِ في أيامِهِ نذرا

قولي : ترجلْ بعيداً ..
لا تجئْ ابداً ..
ولا تكنْ عاشقي ..
لكنني اسرى!!

ولا اريدُ رحيلاً عنكِ يا امرأةً
تمتدُ أسماؤها في اضلعي سِفرا

قولي وقولي ..
ولكني رَجَعْتُ إلى ضفافِكِ السمرِ
نهراً ضيَّعَ المجرى ..


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: