المَشهدُ الأخير، في البداية الجديدة - غيث القرشي | القصيدة.كوم

شاعرٌ أردنيٌّ (1980-) يقيم في قطر.


342 | 0 | 0 | 0




في آخِرِ السّاعاتِ من عقدي (الثّلاثِينِيِّ)
أجلسُ هادئاً في (قهوةِ المولِ) الصّغيرة
مُصغياً سمعي لافكارٍ تَمرُّ ، وليسَ يَشغَلُها احد!
.
في الانتظارِ،

أُعيدُ ترتيبَ الدّروسِ المُستفادةِ من تَجاربيَ الكثيرة في الشُّهور الماضيات

أُقَلّبُهُنَّ في رأسي كثيراً كي أُحدّدَ اولوِيّاتِ (التَّخَلّي):

أولاً، عن اصدقاءٍ قد تَكشّفَ زَيفُهم وتَساقطوا جَمعاً كاوراقِ الخريف
.
وثانياً، عن بعض أزماتِ الوِراثةِ، لم يكن لي أيُّ دورٍ في تبنّيها، وأخطرُها الثِّقة !
.
في الانتظارِ،

أُحدِّدُ الاهدافَ للعامِ الجديدِ بما اراهُ مُناسباً،
واُعيدُ ترتيب الدّقائقِ مُسرعاً، قبلَ انتصافِ الّليل :-

دَقيقَتانِ : لاَحتَسي كوبَ "الكابَتشينو" بِلذّةِ مُقبلٍ نَحوَ المُغامرة الجديدةِ
.
دَقيقةٌ : لِأُلملِمَ الاغراضَ في جَيبي، ولا انسى - كَعادَتيَ القديمةَ - ايَّ شيءٍ ، فَوقَ كُرسِيّ الغِياب !
.
ثلاثُ دقائِقٍ لأُجيب بعض التهنِئاتِ العاجِلات من "الموبايل" على اقترافي خُطوةً اخرى، من العمر القصير!
.
ودقيقةٌ اُخرى، أخيرة، كي أراقب ما تبقى من، ثوانٍ باقيات !
...

في الأربَعين، ..

بأوّلِ السّاعاتِ من وقتي الوفيرِ، أجبتُ دعوةَ زَوجَتي،
وكما يليق بِصورةٍ من صُنعِها التقطت مهارتُها الحُضورَ وخلّدَت ذكرى المكان
.
في الأربَعينِ

حزمتُ احلامي سريعاً
ثُم غادرنا سوياً،
كي نُجرّبَ
رحلةً أخرى
ومجهولاً
جديدْ!



الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: