صهيل يتسلق الهاوية - إبراهيم حسن طياش | القصيدة.كوم

شاعرٌ سعوديٌّ (1988-) يبدو أنَّ لديه تجربةً جديدةً في الساحة الشعرية السعودية.


1926 | 0 | 0 | 0



-1

كُن هامشا ً كالفلكِ
مبتعداً عن الشمس ِ اليتيمة ِ
في سماء ِ غيابها اليومي.

لا تكترث للغيب
حين يثور في تلك الأساطير ِ
التي خرجت من الأيدي النبية.

لا تكترث لعصاك ،
أثباجُ البحار تعلمت درسٓ انشقاق البحر عن بحر الحقيقةْ.

لا تكترث لرصيف خطوك ،
فالحذاء اندس في سحب الظلال ،
ولم يعرك الوشم 
والألوان.

حتماً..

كان يمكن للخطيئة أن تشد إزار ثوبك ،
أو تقد الشهوةٓ الموسومة الأطراف ،
كالخيل الأصيلة ، في سهول الصيف.

تمضي ،
ربما..
تمضي سهام صوبٓ دهشتك الأخيرة في ظلام الرعشة القصوى.

ويمكن أن تنام الخيلُ عن ذاك الصهيل ،
وكان يمكن أن تسير حبالُ صوتك للبخور 
المنتشي في ظل هاوية ٍ ،
تودُ حضورك الأبديَ.. فيها. 

لكن وشمك قد تحول مثلٓ عقرب ساعة
نسيت نداء الصبح ، في غسق الأذان.

-قد كان يسرف في رذيلته- يقول العابرون على جنازة ظلك الحافي.

-ويمعن في الغياب ، وكان يسرف في حضور الموت أحيانا ً ..

وحينا ً يحتذي حناءٓ جدته
وما أوصاه أخوته لجب الذئب في ذاك العواء على خواتمه الثلاثة-

كان يمكن أن تكون الآن ظلـٓكٓ،
كان يمكن أن يكون الظل غيرَك ،
كان يمكن أن يكون المصحفُ
العالي ،
مكان السروة الأخرى ،
و يمكن أن تقوم كما تقوم قيامة الأشياء فيك..

لم تنتفض ،
لم يبدُ نورُ الله مرتعشاً على أسرار رهبتك الجديرة بالسكون..

قمْ..
إنّ سهمك صائبٌ،
لم ينتبه للدرب ،
غادر حانة الأصحاب ،
كي يختار موتاً قد يناسب خمرةٓ الدهر العتيقة.

كم دمٌ للوقت ،
كم تفاحةٌ للخلد ،
كم حجرٌ لشيطان ِ ابن إسماعيل ،
كم جب ٌليوسف ،
كم عناكبُ للنبي ،
وكم لتاريخ ٍ نـصـال..

ربما.. للنصل تاريخٌ ولكن الروايةٓ غافلته ،
فسدت الباب الموارب للفضول.

لم يسترح يومي ، ولم تغلق مراكبها البحارُ ،
ولم تغادر شقة الآمال مفتاح الروائحِ

لم يغب شغفي ،
هو القلب الممدد مثل جسر بين هاويتين ِ

سوف أجر تلك السحب عن ميقاتها ،
سأجرها للموعد الحجري في تلك الموانئ حيث ينتظر

الصباحُ فطورٓه ،
ويبش في وجه المسافر حين يحمل للطريق شطيرتين وقطرتين من النبيذ 
وسلَّمين إلى الخلود ، فجنتين.

لك ،" ذروة المعنى ، ولي شبق الكلام "

سأقول ما سأقول للحمى ،
وللموت الشفيف وللقناديل التي تبكي على الشرفات ،
للعنب الذي يغتال عقلي ،
للبساتين التي شحذت بداية فأسها ..

وليَ التراب الحر ،
كي أصِف النخيل ،
وكي أجاري زفرة البحَّار حين يرى جزيرته ..فيغرقَ بالوصول..

-2
أتحسس أصابعٓ متشققة ً تثقب الباب ،
فأفقأ عين الهواء البارد المتلصص من ثقب الغرفة / الإبرة.

أتراجع خطواتٍ للأسفل ،
أبصر فوهةً تشحذ أسنان رصاصاتها ،
بابتسامة ٍ تشير إلى مقبرة ٍ مجهولة.

أجلس مقرفصا ً ، خلفي جدار ٌ من صلوات أمي ، ودمعةٌ صامتةٌ من عين أبي..

أسمع خطواتِ جارتي القلقةِ العائدةِ من بيت صاحب الدار الفولاذي.

أتمتم بالصبح ، ولكنه غادر في رحلته المدرسية الأولى.

أقايض الخوفٓ ببعض السجائر والأسرارِ التي يخبئها الرصيفُ في عينين خفتت من النظر تحت التنورات الصغيرة لفتيات لا يعدن إلى قبلة ٍ ثانية..

أقايض خوفي ببعض البطولات التي أجيدها أحيانا ً حول سرة ٍ سمراء ، لا تجاعيد حولها.

-3
أنوي الخروج من الرواية ،
تدخل الأفكارُ ثانية ،
فيزدحم المكان..

لي رغبة في سحل راوية يكدس شهوة الأحداث نحوي،
يكتب الأشياء ،
يقذفني بها ،
لا أحتمي ببياضه الآتي ،
ولكني أخاف الغيبٓ ،
مثل البحر ،
مثل الزرقة العمياء ،
مثل الظل لا أشكال تحمله ..
و يتبع كل شيء..

لا ظلّ لي ،
قذف المؤرخُ بالظلال لأنها لا تنتمي لليل ،
راودها شعور الضوء ،
في مصباحِ شرفتي الصغيرِ ، 
فمدّدت أعضاءها.. نحوي








الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.