نهرٌ بين انتظارين - محمد الغيثي | القصيدة.كوم

شاعرٌ يمنيٌّ. يشتغلُ على القصيدة بحرفيّةِ نسّاجٍ فنّانٍ.


296 | 0 | 0 | 0





بين انتظارٍ وانتظارٍ أشتهي
أفقاً أجدَّ من الفراغِ المنتهي

وقتاً إضافياً لتوديع الفتى
ما كان يفعلهُ بفائضِ وقتهِ

وبدايةً أخرى بحزنٍ آخرٍ
يبدو كتثمال يقومُ بنحتهِ

وعيونُ سيدةٍ تشاغلُ ذاتها
عمن تحبُ بذاتها عن لفتهِ

لا تزرعُ الحقل الكبيرَ ببذرةٍ
أو تنفقَ القمحَ الكثيرَ بشتهِ

تمشي وراءَ الغيمِ طولَ نهارها
لكنها في الليلِ غيمة بيتهِ

أنثى تبادلهُ المحبةَ نفسَها
لا غيرةً كالنهرِ ليستْ تنتهي

لا أخرياتُ الأخرياتُ معدةٌ
للآخرينَ وأنت وحدك أنتِ هي

بين انتظارٍ وانتظارٍ جد لي
سببٌ لأفلتَّ من براثن موتهِ

ذهبتَ حياتي في قطارٍ خاطىءٍ
يا سكةَ المجهولِ أين أخذتهِ

هذا الذي كالثلجِ ما زال الذي
كالشمسِ تشعلهُ عواملُ كبتهِ

في غربةٍ ما زال يطلبُ غربةً
إن ثم ما يغنيكِ عنهُ تركتهِ

هو لم يفرط مرةً بوجودهِ
ليضل عمداً عن أناهُ ويلتهي

سيذوبُ حتى الشمعدانُ وشمعهُ
ما ذابَ منذُ على الغيابِ أمنتهِ

خانتهُ يا دنيا ظروفُ حياتهِ
هو لم يخنكِ ولا يظنكِ خنتهِ

كنتِ امتلأت بهِ كما امتلأ المدى
بالأكسجينِ ومنكِ أنتِ ملأتهِ

لم توقعيهِ على يديهِ هو ارتمى
كالمزهريةِ .. حينَ حط كسرتهِ

ما زال أجمل ما يكونُ قصيدةَ
ويفيضُ حباً كلما أوجعتهِ

وكما يحب كما يحبُ سينتقي
حلماً ليصبح غير ما قد كنتهِ

لن يعدمَ المعنى ومن رحم الأسى
ستهبُ ريحٌ مثل ضحكةِ بنتهِ

لا ماءَ في الكلماتِ من أين أرتوى
ما دمتِ في شفةِ اليباسِ زرعتهُ

الماءُ نهرُ في الرؤى متفرعٌ
لا بدَّ من فرعٍ يمرُ بنبتهِ

من لم يفارقْ يأسهُ من نفسهِ
قد يستمرُ على تعهدِ مقتهِ






الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)