مرثيةٌ مبكرةٌ لرجلٍ صحيح - محمد الغيثي | القصيدة.كوم

شاعرٌ يمنيٌّ. يشتغلُ على القصيدة بحرفيّةِ نسّاجٍ فنّانٍ.


318 | 0 | 0 | 0





أعطيتُ للموتِ عنواني وأنتظرُ
لم يطرق البابَ هذا الكائنُ القدرُ
ماذا يريدُ ؟
حياتي غير كافيةٍ
أريدُ شيئاً لهُ في قلبهِ بصرُ
قضيتُ كل مشاويري
مسددةٌ كل الفواتير
للذكرى معي صورُ
عليَّ دينٌ ثقيلٌ
قد يؤخرني تقسيطهُ
غير أني عنهُ أعتذرُ
للأصدقاء معاداتي على جزعي
من الحياةِ
كرامٌ طالما غفروا
وللبلاد سلامي
من يبلغها إذا رآها
إذا الغازون ما قبروا !
إغفاءتي رشفتي الأولى
وتذكرتي محطةٌ
وفمي يا والدي قدرُ
وللوحيدة في قلبي
مناسبةٌ لك الحليُّ كنخلٍ حفهُ ثمرُ
أحبُ أن تلحقيني بعد أزمنةٍ
وقد تعمر فيكِ الشوقُ والخفرُ
ولإبنتي ضحكةٌ لا غير
سيدتي لكِ البقاءُ
أبوكِ الدربُ والأثرُ
وللبقيةِ نسياني
أنا رجلٌ
لا يستحقُ حياةً كلها حذرُ
يخافُ من طلقةٍ في العرسِ
من رجلٍ مبندقٍ
من الضباط إن عبروا
من راكبٍ معهُ دسمالُ
من حدثٍ
نمى لهُ شاربٌ كثٌ ولا فكرُ
من الصبايا اللواتي الآن تجعلهُ
فقاعةً قد تكون القلبَ تنفجرُ
من البقاء وحيداً في قصيدتهِ
من الوداعاتِ
منها القلب يعتصرُ
من صدقهِ غالباً يخشى ومن فمه ِ
يخافُ يكسرهُ عمداً وينكسرُ
يخافُ ألا يخافَ
الأمنُ كارثةٌ
لمن تعود غير الأمن يا بشرُ !
يخافُ ألا يعودُ الخوفً يسكنهُ
ماذا سيحدثُ ؟
لا نارٌ ولا شررُ !
لا نجمةٌ يعتريها الليلُ
لا لغةٌ لها هواجسُ
لا غاباتُ لا جُزرُ
لا وحشةٌ تُخبرُ الإنسانَ قيمتهُ
ولا جياعَ
رغيفُ الجائع القمرُ
العيش في عالمٍ ثانٍ يناسبني
عن واقعٍ هكذا لا ريبَ أنتحرُ !

١٢ سبتمبر ٢٠٢٠ م




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)