سكرةٌ أولى - عبد الأحد الكجوري | القصيدة.كوم

شاعر سنغالي حاصل على جائزة شاعر الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة


506 | 0 | 0 | 0




ما زلتُ أبحث لي عن سكْرة أُولى
وخطوةٍ تقتفي لي كَعْب "سَنْدرِيلاَ"

في رحلتيْن إلى الماضي أسير على
خُطى المجازات أجْتاح المواويلا

أسير نحو خرير الماء يجذبني
نَحو المفاوز أُسطولا فأسطولا

ماذا أقولُ وقلبي إِذْ رآكِ سدًى
هوى إليكِ، وقد كنتِ المهاويلا؟!

تخِذْتُ من جذوةِ السيْناءِ بوصلةً
نحو المُحالاتِ أدمنتُ العراقيلا

رحلتُ نحوكِ لا زادٌ سوى ثقتي
بأنّ قلبكِ لا يَرْضى المثاقيلا

والحبُّ مُحتضَرُ العُشّاقِ ليس لهم
سوى الدّقائق، فاغْتالوا التّفاصيلا

لي في هواكِ أساطيرٌ ولستُ أرى
في حضرة الحبِّ للتأريخ تمثيلا

مَلِلْتُ من نكْهة الفنجان
في شفتي
ما للفناجين ردّدْتُ التّراتيلا

فهل على النَّاي أن يشقى ولي لغةٌ
ستمنع الحزن أنْ يُردي "نعمْ" في "لا"؟

أعيش في غربة العشّاق يفضحني
قلبي، شقِيتُ وما بي حيّرَ الجيلا

أَنَّى استلذَّ "نُواسيٌّ" سلاف هوى
أصير كالـمَلِك الضِلّيل ضِلّيلا

من خمرة الكفّ أسقتْني ففِضْت هوًى
وللسُّلافات سحرٌ فوْق ما قيلا

ذهلتُ من وشْمةِ الحِنّاء إِذْ لمحتْ
بكفِّها وانْثنَتْ.. ما زلتُ مذهولا!!

قالتْ: أُحبُّك همْسًا بعدها رحلتْ
وخلّفتْ كبدي في التِّيهِ معلولا

لمْ يبق لي أثَرٌ منها سوى شبحٍ
وبسْمةٍ ألّفتْ للحب إنجيلا

أريد قلبكِ صبْحا بازغا أبدًا
ينير دربي، ويُوفِي الصُّبح تبْجيلا

هيّا نعِدُّ لذكرى الحب محبرةً
لِنَنْحت الخفقة الأولى تماثيلا

ففي القلوب تواريخٌ تظلّ لدى
فم الضّياع، وتمحو شمسها الأولى

فكلّما خِلْتُ أنَّ الشّوق مُنطفئٌ
تقاطرتْ جذوة المعنى قناديلا

أسيحُ في عيْنكِ اليمنى فتغمز لي الْـ
يسرى لتفعل في قلبي الأفاعيلا

أراقب الصبح في عينيْكِ نافذةً
وفي المساء أراني فيكِ مقتولا

ترمي الهواجس في جنبيَّ
نارَ جوًى
وليتَها أرسلتْ "طيرا أبابيلا"

ما لي سوى حُسنِكِ السِّحريّ
لي جهةٌ
كلّ الجهاتِ أراها فيكِ مجبولا

قد انْتَظرْتُكِ في بَهْو الغياب وفي
مرافئ الحبِّ، كيْ لا تركبي "النِّيلا"

فلْترحمي قلقي، روحي، -فداكِ دمي-
عودي له قبلةً تُنْهي الأقاويلا...

لا تجرحي طفلِيَ المخبوء في كبدي
دعي البراءة تستقصي الأباطيلا..


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: