مدنٌ تتمشّى: رأسها قدماها
قدماها عقولٌ تحكُّ جدار السماء،
العراءُ مليءٌ بلغات الهبوط – وفي الكلمات حروبٌ
وفي كل حرفٍ خَرَفٌ
وانشطارٌ بين جسرٍ وجسرٍ.

وغداً يُحتفى بكرسيِّ هذا العراءْ
ويُقَصُّ الشريطُ، شريطُ الصعود إلى أول السماءِ،
إلى آخر السماءْ.

مدنٌ – كان ظلّيَ في بعضها يفتّشُ عن صندلٍ،
وفي بعضها يفتّشُ عن إبرةٍ
كي يخيطَ الفتوقَ التي تتناهشُ هذا الفضاءْ.

مدنٌ –
كلما استيقظت جرّةٌ في قبيلةِ فخّارها،
كسرتْ أختَها.

مدنٌ –
مرَّ في الشارع الآن رأسٌ صبيُّ
يُجَرُّ بحبلٍ نبيٍّ.

مدنٌ – جاء سيفٌ
يجرُّ هلالاً له وجهُ أنثى.

مدنٌ – شرقُها غربُها،
والجنوبُ شمالٌ والشمالُ جنوبٌ.
سلاسلُ تُلوى وتُطوى وتُشوى وتُطبَخُ في قصعةٍ
في كتابٍ،
وتوزّعُ في قسمةٍ غيرِ ضيزى، وضيزى.

مدنٌ –
لا ترى في الكتابة أو في القراءة
غيرَ أن تبرأَ الجريمةُ، أو تُجرِمَ البراءة.

مدنٌ تتمرأى في تجاعيدها وأشلائها
مدنٌ لا ترى.

مدنٌ – ليس لي ما سأخسرُ فيها.
ولكنّني خاسرٌ.




باريس 2018