إلى فرانز ليست Franz Liszt - عبدالله سرمد الجميل | القصيدة.كوم

شاعر عراقي (1993-)


310 | 0 | 0 | 0




أتردّدُ إذ أكتبُ عن ( ليست ) ،
فالمُوسيقى تُوصَفُ بالموسيقى لا بالحرفْ ،
لَكأنّي شاهدْتُ غيوماً بأصابِعِهِ اللامرئيّةِ ،
وكأنّي شاهدْتُ قلوباً بأصابعِهِ اللامرئيّةْ ،
مرحى يا ( ليست ) مرحى ،
هذا زمنُ العصفْ ،
هل يُمكنُ أنْ تُعجَبَ أنثى بالعازفِ لا بالعزفْ ؟!
كنْتَ تراها اللامرئيّةَ؛ راقصةَ ( الباليهْ ) تتمدّدُ فوقَ الآلةِ ،
بعيونٍ واسعةٍ لا تُغمِضُ أبداً تتبّسَمُ مُغريَةً ،
ماذا لو قفزَتْ نملةُ صيفٍ فوقَ الأزرارِ البيضاءِ ؟!
أجل، يتغيّرُ إيقاعُ الكشفْ ،
ماءٌ يُسكَبُ فوقَ الأزرارِ السوداءِ ،
هباءٌ ما لفَّ سِتارةَ صالةِ الاستقبالِ ،
ولكن يتكثَّفُ في مرآكَ ،
فتنكمشُ الراقصةُ كأوراقٍ جعّدْناها ،
تحزَنُ أنتَ وتنفُضُ جِلبابَكَ نفضاً ،
يتجلّى فيهِ النزفُ النزفْ !
حَنجَرةٌ تتفصّدُ في صفٍّ ،
شيخٌ يتقرفَصُ في بيتٍ يابانيٍّ ،
خشبٌ يشربُ ليلاً ،
صافِحْني يا عازفَ ( البيانو ) صافِحْني ،
فبكفِّكَ مدنٌ وحكايا من خوفْ ،
يجهَشُ بأناملِهِ ،
يعزِفُ جسداً إنْ يلمِسْهُ ،
ويدفَعُ البيانو من ناطحةِ سحابٍ ،
يتهشّمُ، يتجمَّعُ، يتكاثَرُ ،
يتهشَّمُ أيضاً قطعاً من ثَمَرٍ مُتيبِّسْ ،
ونبيذاً ،
مرحى يا ( ليستْ ) مرحى ،
ما أجملَ هذا القطفْ !




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)