إلى فرانز ليست Franz Liszt - عبدالله سرمد الجميل | القصيدة.كوم

شاعر عراقي (1993-)


460 | 0 | 0 | 0




أتردّدُ إذ أكتبُ عن ( ليست ) ،
فالمُوسيقى تُوصَفُ بالموسيقى لا بالحرفْ ،
لَكأنّي شاهدْتُ غيوماً بأصابِعِهِ اللامرئيّةِ ،
وكأنّي شاهدْتُ قلوباً بأصابعِهِ اللامرئيّةْ ،
مرحى يا ( ليست ) مرحى ،
هذا زمنُ العصفْ ،
هل يُمكنُ أنْ تُعجَبَ أنثى بالعازفِ لا بالعزفْ ؟!
كنْتَ تراها اللامرئيّةَ؛ راقصةَ ( الباليهْ ) تتمدّدُ فوقَ الآلةِ ،
بعيونٍ واسعةٍ لا تُغمِضُ أبداً تتبّسَمُ مُغريَةً ،
ماذا لو قفزَتْ نملةُ صيفٍ فوقَ الأزرارِ البيضاءِ ؟!
أجل، يتغيّرُ إيقاعُ الكشفْ ،
ماءٌ يُسكَبُ فوقَ الأزرارِ السوداءِ ،
هباءٌ ما لفَّ سِتارةَ صالةِ الاستقبالِ ،
ولكن يتكثَّفُ في مرآكَ ،
فتنكمشُ الراقصةُ كأوراقٍ جعّدْناها ،
تحزَنُ أنتَ وتنفُضُ جِلبابَكَ نفضاً ،
يتجلّى فيهِ النزفُ النزفْ !
حَنجَرةٌ تتفصّدُ في صفٍّ ،
شيخٌ يتقرفَصُ في بيتٍ يابانيٍّ ،
خشبٌ يشربُ ليلاً ،
صافِحْني يا عازفَ ( البيانو ) صافِحْني ،
فبكفِّكَ مدنٌ وحكايا من خوفْ ،
يجهَشُ بأناملِهِ ،
يعزِفُ جسداً إنْ يلمِسْهُ ،
ويدفَعُ البيانو من ناطحةِ سحابٍ ،
يتهشّمُ، يتجمَّعُ، يتكاثَرُ ،
يتهشَّمُ أيضاً قطعاً من ثَمَرٍ مُتيبِّسْ ،
ونبيذاً ،
مرحى يا ( ليستْ ) مرحى ،
ما أجملَ هذا القطفْ !




الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.