صوتـان للشّـاعر - عصام كنج الحلبي | القصيدة.كوم

شاعر سوري (1980-)


266 | 0 | 0 | 0




صوت 1
=====

أرتادُ أُغنيتي كسِـكّيرٍ على الطّرقاتِ
لا ينتابُني إلاّ خلاصةُ وهمِهِ اليوميّ
حينَ يراوغُ الأيّامَ في دَوَرَانِـها
ويَموجُ كالأشجارِ من ريحِ الغوايةِ
نازفاً آهاتِـهِ كالنّايِ
يشدو - مالِـئاً قصبَ الحنينِ - مُـقلِّـداً شدْويْ.

أرتاحُ إذْ يرتاحُ من إغفائِهِ
وألـمُّ عنهُ الذّكرياتِ
كأنّهُ ارتجلَ الأنينَ على مدى عينَيْهِ وهْوَ ينامُ
مُضطَجِعاً على أحلامِهِ العَرْجاءِ كالمِسكينِ
تعروهُ السَّكينةُ من أقلِّ الدّفءِ
إذْ ينساهُ باقي البردِ كالأيقونةِ الخرساءِ في بهويْ.

كالوهمِ يعتمرُ الأماني
ساهِـماً في شهوةِ الأنهارِ حينَ تصبُّ في مرآةِ نجمتِـهِ
فيمشيْ مُسْـتَدِلّاً بي إلى صحْرائِهِ
حيثُ المدى لا يحجبُ الصَّلواتِ/
لا يرتاحُ فيهِ القلبُ منْ خصْبٍ/
ولا يشتاقُ فيهِ الذّئبُ أن يعويْ.

***

صوت 2
=====

لا تعترفْ يا صاحبي
بِـمَـجازِكَ العَبَثِيِّ للأشياءِ
أو
لا تنْتبهْ لِسُلالةِ الأحلامِ حينَ تنامُ في بَرِّيـّةِ المعنى
وخَـلِّ الشِّعرَ عنكَ
إذا تلظَّى روحُكَ المخمورُ بالأشواقِ
وارجِعْ
ناذراً قلْبَ الصَّباباتِ الهزيلِ
لفتنةٍ سَـكبَتْ عليكَ زلالَـها الأزليَّ
فاشتعلَتْ بكَ الأيّامُ /ما خبّـاْتَ منْ ظمَـأٍ /
وما ستُـميطُهُ الأيّامُ عنكَ إذا انتبهْـتَ,
وخَـاتلِ الطُّرُقاتِ في إيحائِها الأبديِّ
إمّـا نحْوَ خاتمةِ الأمورِ على مدارِ الوهْمِ
أو نحويْ.

في آخِرِ العمْرِ
اعترِفْ لمشيئةٍ ما
أنَّ ليلاً ما
يُفتِّـشُ عن سماءٍ ما
تَـزفُّ لكَ النّجومَ
وتـشتهي قمراً لديكَ
وليسَ يَـملِكُ أنْ يُطاوِلَ حُسْـنَكَ العاليْ
فلا ينويْ.







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)