فوبيا - عصام كنج الحلبي | القصيدة.كوم

شاعر سوري (1980-)


275 | 0 | 0 | 0




أنا وحدي
أخافُ من الصّباحِ
ومن وَرْدِ الحديقةِ والأَقاحِ

ومِن عُشٍّ لِطيرٍ فيه بَيضٌ
سيفقسُ عندما تُشفى جِراحي

ومِن غصنٍ
كَسرتُ به حنيني إلى نارٍ
ستُطفئُها رياحي

ومِن عصفورةٍ في الظّلّ تشدو
فيُوقظُ شَدْوُها الحاني نُباحي
***

أنا وحدي هنا
والعمرُ يَمضي هناكَ
وليس يَنفعُني صياحي

ومَعركتي تطوْلُ مع الأغاني
فأعزفُ قهْرَ قلبي بالرّماحِ

وفي العيدِ الكبيرِ أحسُّ صوتي ثغاءً
ثمّ تَحرسُني الأضاحي

غفوتُ على وِسادةِ أمنياتي
وجُبْتُ الحلْمَ من كلّ النّواحي

لجأْتُ إلى حديقةِ أصدقائي
وآنسْتُ الحَنونَ منَ المِلاحِ

ولكنّي رجعْتُ بلا نصيبٍ
منَ الأمْرَين، مَكسورَ الجناحِ

فِخاخٌ كنتُ أنصبُها لنفْسي
وصَيْدي لم يُكلّلْ بالنّجاحِ

وأعدائي رَموني بالخَطايا
فلَم أُشْهِرْ على أحدٍ سِلاحي

وعِشْتُ على فضيلةِ ذكرياتي
منِ الأفراحِ في الزّمنِ المُتاحِ

وحاصرْتُ انكساراتي ببأسٍ شديدٍ
ثمّ لم أُطلِقْ سَراحي

كأنّي والِدٌ لِذكاءِ حُزني
وإبنُ العبقريّةِ بالسِّفاحِ
***

أنا أبكي لأنّي لسْتُ عبداً
سوى لحقيقةِ السّرّ المُباحِ

وسِرُّ النّاس أنّهمُ كسالى
ويَستجدون عَيشاً بالنُّواحِ

وسِرّي أنّني أبكي عليهم
وأبكيهم بقلبي المُستباحِ

فصارَ الّليل لي وحدي لأنّي
أنا وحدي أخافُ من الصّباحِ.





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)