سقوط - رحمة المهدي | القصيدة.كوم

شاعرة سودانية لها ديوان بعنوان "ربما ، لا تخف" (2000-)


467 | 4 | 0 | 2



" تخيل أن تسقط من أعلى نقطة بالسماء "

يا صديقي ،

انظُر الغيمَ الذي بالقاعِ
انظر..

انه تحتُ ، التفِت لِي
إنّنَا بالكادِ نخلُدُ فيهِ
لا موتَى ولا آتينَ من جوفِ الحياةْ

إنّنَا بالكادِ نبصِرُ خيبةَ
الماءِ المُبَخّرِ
والتعاويذِ التي آنسنَهَا
كُتبِي
بتأويلِ الشتاءْ..

إنّ كلّ الغيمِ يقسُو
في احتضانِي
كيف لا
والماء يُبكِيني
فأُبكيهِ السمومَ
ويعتلِي عقلًا تجَاوزَ
"نبذةَ التعريفِ"
مُذ كانَ الزمانُ يُعَرِّفُ الأحلامَ
"اضغاثًا"
وكانَ بلا مواساةِ الحيارَى
يقتفِيهِم للثوانِي
طُعمَ مائدةِ الفَناءْ..
كيف لا
وانا ارى ارضِي سماءً
والسماءُ أشدُ قَسوَةْ
كيف لا
والنورُ مثقوبٌ
وكلُّ الحورِ ينعَيْنَ انتصارِي

يا صديقي
كلُّ هذا الغيمِ مجبولٌ على
حملِ المياهِ
وثورتِي
و رفاتِ روحِ العابرينَ
فيا سقوطي
من بلادِ التيهِ
أنبِئنِي متى اجتازُ هذا
إنني من ألفِ هَولٍ
لا أزالُ على الغيوم..

يا نشازي
في ترانيمِ ارتطامِ الروحِ
بالصخرِ المُجوّفِ
هل ترى هذا الفُتات؟

لا تخف يا صاحِبي
فالأزرقُ المنسوجُ بين يدي كِلانا
قد يداعِبُنا
لأنّا
-مِثلَ ألفِ حقيقةٍ سوداءِ تُستَرُ-
سوف نُسترُ
عندما نرتاحُ من هذا السقوطْ..






الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)