الشيطان - أحمد بلبولة | القصيدة.كوم

شاعر وأكاديمي مصري، مثل مصر في مهرجان الشعر الدولي ببروكسيل عام 2005م


608 | 0 | 0 | 0




لا ترجمونِ
وقف مكانكَ أيها الشعر الرَّجيمْ
أنا لن أجيئَكَ في قرونِ الوعلِ
أو في الماعز الجبليِّ
أو في الأعرج المسحور في
دوامةِ الشِّعبِ الحلازوني
المؤدي للجحيم
أنا لن أجيئكَ في الخرابةِ
لن أجيئك في الطرنشات الطوافحِ
في نقيق الضفدع الأعمى
وفي المستنقعات كذيل قطٍ
لن أجيئك خلف صهد المقبرة
عطراً يُلَفَّحُ بالرَّميمْ
أنا لن أجيئك في السوادِ
يلوحُ في ثوب العجائزِ كالظَّليمْ
أنا لن أجيئك مالحاً حاراً
كموت أبيكَ
كفراً ..
لن أجيئك في شحوب الأرملةْ
أنا لن أجيئك في الدموعِ
ولن أجيئك مثل ثعبانٍ
يَنِشُّ على القنافذِ في فؤادك
حين أكسرهُ
على عشقٍ قديمْ
أنا لن أجيئك في الفراقِ
على المفارقِ
والخطى وجَعٌ كظيمْ
كفراً ..
ولن آتي عُقاباً خاطفاً كالبرقِ
ضوءاً من ضلوعك للسديمْ
أنا سوف أطلُعُ في اللغةْ
أنا سوف أطلع في التلوُّنِ
حين يأخذُ في القصيدةِ شكلَهُ
أو حين يُسلِمُ لابنِ آوى عقلَهُ
هذا البداجوجي العظيمْ
فاهرُب بجلدِك أيها الشعرُ
اتخذ غيري
إذا ما زلتَ ترغبُ في الطريق المستقيمْ
إنِّي أُطَوِّرُ من ألاعيبي
فأسقط فرخةً، وأكون "فلونزا الطيور"
وتارةً كالفحلِ أهجم مثل أمريكا
على بلدٍ يتيمْ
أنا بارعٌ كالوغدِ
ألأمُ من يهوذا
قابعٌ كرئيسِ مصرْ
ثاوٍ لآخرِ لحظةٍ جنبَ الفريسةِ لا أريمْ
كفراً ..
سأُومنُ بي وأكفرُ مرتينْ!
أنا مُبحرٌ لسرابِ "بَيْنْ"
أنا ضدَّ إيماني وكفري
في النقيضين استويتُ
فلا رحلتُ ولا أقيمْ
أنا صنع ذاتي
لا أقلِّدُ غير ذاتي
سَافَرَتْ جُزُري معي
وبحارُ معرفتي
وجرجرتُ اليقين بجُمَّتِي
وغرستُ أظفاري بصخر الممكناتِ
وكلما نأت المسافةُ
أنشبَتْ عينايَ خُطَّافاً
لأنفذَ بانفلاتي
وأبتُ وحدي من حياتي
ورمادُ تجربتي الرحيمْ
الآن أشهدُ أنني الملك العظيمْ
يا أيها البشرُ المُكَبَّلُ بالنعيمْ
وحدي شهدتُكَ طينةً
وبصقتُ فوقكَ والرِّياحْ
وشربتُ من دمك البواحْ
قامَرتَنِي
وخسرتَ جسمَكْ
هاها؛ فحيَّ على الفلاح
الآن ألبسه وأمشي
هل رأيتَ حدوده؟
فأنا البراحْ
جَسَّدتَنِي قَشِّر مسيحكَ
واعترف يا ابن السِّفاحْ
جسدتني فخرجتَ مثلي
أيها العَرَقُ الزنيمْ
أنا مُبغِضٌ لك يا حمارَ الحكمةِ العُليا
أنا ..
تباً لمثلك من حكيمْ
لا ترجمونِ
الساعةُ الآنَ النهايةَ والبرابرُ قادمونْ
وسيعلكونَ دماءكَ الحَرَّى أمامي
إنهم لا يرحمونْ
سأُعِيرُهُمْ نَابِي لأنهشَ كِبْدَكَ الرطبَ السقيمْ
يا تافهاً أملاْتَ وقتكَ ؟
وحدَه الوقتُ الخصيمْ
أدَّيتُ دوري من بدايتهِ
وأشرعُ في نهايتهِ
وكان الشرُّ قِسْطِي
فانتظرني في الجحيمْ
يا تافهاً؛ لأشَدَّ ما أبغَضْتَنِي
الآن أُبغِضُ فيكَ
ذا الخيرَ العقيمْ
وأنا التفتُّ إليكَ
هل أوجعتَنِي وأنا أُدَوِّمُ كي أغيمْ
هاها، سأضحكُ منكَ
أَخْرِجْ قطرةَ الملح الأخيرةَ
إثرَ ناري وهي تغلي في الصميمْ
إنِّي أغوصُ لآخرِ امرأةٍ
تدبُّ دبيبَ نملٍ في كعوبِكَ
آخرِ الطَّبقاتِ في جُغْرافِيا
الوجَعِ الأليمْ
هاها، الحقيقةُ قاربَتْ بندولَها
وعقاربي امتدَّتْ بجسمكَ فانفجرتَ
وقمتُ من أبدي الوسيمْ
عطَّلْتَنِي عنِّي
وقد قاربتُ أعلنُ أنني اللهُ العظيمْ
فاخسأْ دُويبةُ قلَّدت أحجارها
ولسوفَ يغسِلُ رعدُ أجراسي
ترابكَ يا ذميمْ





الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.