كَذَبَتْ عَليْكَ الريحُ - إسلام حلمي | القصيدة.كوم

شاعر مصري (1993-)


726 | 4 | 0 | 1




كنتِ السبيلَ ولستُ آخرَ عابرِ
يَتَسوَّلُ الذَّكْرَى بِجُوعِ مَشَاعرِ


قدمي يعاقرُها الطريقُ وخطوتي
قالتْ لها أرضُ الأحبَّةِ :غادري


لا أهتدي بالنجمِ، يكفي عطرُها
كي تستضيفَ الذكرياتِ خواطري


كَذَبَتْ عليْكَ الريحُ يا ولدي ولا
عطرٌ هناكَ ولا بقاءَ لعاطرِ


مسْتَرْشَدًا بالشَّوْقِ لمْ أحْملْ مَعِي
إلا الحنينَ وغربةً لمسافرِ


من أطْفَأَ القنديلَ في روْحي ومن
سكبَ الغشاوةَ في كئوسِ بصائري


أنا طفلُ مملكةِ الظلامِ وليس لي
ألا تبوحَ إلى الدموعِ نواظري


متربَّصٌ بالمفرداتِ ولم يزلْ
قلمي يُجرَّحُ في بياضِ دفاتري


يتقمصُ المعنى مجازٌ عاجزٌ
ويخونُ وحْيٌّ ما خيالَ الشاعرِ


ماتت على شَفَتِي الحروفُ تثاقلت
خطوات صوتي نحو صمتِ منابري


أولم يكن للدار أهْلًا ....ربما
قد جاءَهم فجرُ الوداعِ بزائرِ


ما بالَ شِبَّاكِي يدغْدَغُهُ الردى
وملطخاتٌ بالدموعِ ستائري



ها وَرْدِيَ المذبوحُ داخلَ شرفتي
ماتتْ عليهِ من البكاءِ مَزَاهِري


ويجفُّ ثَدْيَ الحُبِّ مِنْ جُوْعَى الأسَى
وحَبِيبَتَي تَطْهُو العَشَاءَ لفاجرِ


ومهمشونَ يزغردونَ بدمعهم
فَعَجُوزُ حَارَتِنَا يُزَفُّ لِقَاصِرِ

***

أنا ذَلِكَ الوَلَدُ المُحَارِبُ كُلَّمَا
ضَيَّعْتُ أحْلَامِي نَسِيتُ ذَخَائِري



لمّا بلغتُ البحرَ قلتُ لصخرةٍ
إنّي نسيتُ الحوتَ رغْم تَذَاكُرِي



لازالَ يمنَحُنِي الطريقُ سؤالَهُ
- هلْ تلْتَقِي بالخِضْرِ؟
- لسْتُ بصابرِ



انا لستُ منْ خَرَقَ السفِينةَ عِنْدَمَا
ركعتْ بلادٌ في انتظارِ الجائرِ


ألْـقَيْتُ بالألْوَاحِ ... قالتْ فتنةٌ:
كم منْ عُجُولٍ في انْتِظَارِ السَّامِري


انا آسفٌ يا أرض لم أحملْ معي
أطلالَهم ويدايَ ملءُ خَسَائِري





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)