في آخر الرمق - جاسم الصحيح | القصيدة.كوم

شاعرٌ سعوديٌّ (1964-) صاحبُ تجربةٍ مميزة. حمل بردة عكاظ. ووضع قدماً ثابتةً في مسيرة الأدب العربية.


6414 | 0 | 0 | 2



موبوءةٌ مِثْلِيَ الأوراقُ بالنَّزَقِ ..
من صِحَّتي تتجلَّى صِحَّةُ الوَرَقِ !
عَظْمٌ من الصدر في كفِّي أَلُمُّ بهِ
ما فاضَ فوق إناءِ الرُّوح من حُرَقِ
والشَّكُّ -أنَّى أُوَلِّي- يقتفي أَثَري
بِماَ أُخَلِّفُ في نصِّي من العَلَقِ
والوحيُ فوقي مظَلِّيٌّ بهِ هَبَطَتْ
- من منتهاها - سماءُ الهمِّ والقَلَقِ
الوحيُ فوقي مِظَلِّيٌّ.. مُهِمَّتُهُ
قصفي بأحدثِ صاروخٍ من الأَلَقِ
** **

يأتي الغروبُ فألقاني بواحتِهِ
أجوسُ مزرعةَ الألوانِ في الشَّفَقِ
شَكِّي رديفي على الرِّيحِ التي انْطَلَقَتْ
بِناَ إلى جِهَةِ المجهولِ في الأُفُقِ
نقفو الحقيقةَ في أعلى كواكبِها
ما بين مؤتلقٍ منها، ومحُتَرِقِ
فيا صديقيَ فيما اللهُ أَشْرَكَنا
فيهِ من السِّرِّ ..سِرِّ الجوهرِ الأَلِقِ
كُنْ كالسنابلِ لا تهفو إلى وَدَقٍ
حتَّى تشمَّ أريجَ الله في الوَدَقِ !
** **

أكادُ أبتلُّ من ليلٍ أسائلُهُ :
هل هذهِ غرفتي أَمْ بِرْكَةُ الأَرَقِ??
نبوءةُ الفجرِ لا أنفكُّ أقنصُها
بِطُولِ ما امتدَّ خلف الليلِ من عُنُقي
أرضٌ من الذئبِ أطويها بأغنيةٍ
تفترُّ عن نجمةِ الإيقاعِ في أُفُقي
سهرانُ واللعنةَ الفُصحَى أُقَرِّطُها
حتَّى يطولَ على آذانهِا، حَلَقي
أصابعي حول فنجاني.. وقافيتي
سكرَى بِما فَضَّ فيها البُنُّ من عَبَقِ
أطهو المجازاتِ من لحمي مُتَبَّلَةً
بالحبِّ.. والكونُ مَدْعُوٌّ إلى طَبَقي
وثَمَّ (سيجارةٌ) أعصي الحياةَ بها
محشوَّةٌ بدخانِ السُّخطِ والحَنَقِ
ساهٍ عن الشُّهْبِ بالشُّهْبِ التي سَقَطَتْ
في فكرتي من سماءِ الحُلْمِ في حَدَقي
أُدَلِّلُ الليلَ بالأُنثَى الحنونِ كما
يُدَلَّلُ (الشَّايُ) بالنَّعناعِ والحَبَقِ !
** **

ولي نديمٌ من المنفَى يؤانسُني
على البلادِ بوَحْشٍ فيهِ منطلقِ
مثلي هُوَ الوقتُ لا ينفكُّ مُعْتَقَلاً
في قبضة الدَّوَراَنِ الهائِمِ القَلِقِ
حَرَّرتُ خارطتي منِّي، ولا هَدَفٌ
إلا لتكثرَ في هذا المدَى طُرُقي
مقدارُ ما آمَنَتْ روحي وما وَ ثقَتْ
مقدارُ ما هِيَ لم تؤمنْ ولم تَثِقِ !
البحرُ خاصَمَ في نفسي شواطئَهُ
فلم أزلْ بين حَدِّ العِتْقِ والغَرَقِ
هذا هو الشِّعرُ : قلبٌ نصفُ مُعْتَنِقٍ
لِماَ يُحِسُّ، ونصفٌ غيرُ مُعْتَنِقِ
** **
أنا الرَّسول الذي شَبَّتْ عمامتُهُ
فُرْناً من الشكِّ لا كَوْماً من الخِرَقِ
لَمَّعْتُ بالحكمةِ البيضاءِ أحذيتي
مِمَّا أُحاذرُ أنْ أهوي بمنزلقِ
حروفُ إِسْمِي قطيعٌ لا أُسَرِّحُهُ
إلا ومرعاهُ من جهدي ومن عَرَقي
أرمي السِّهامَ جُزاَفاً كلَّما حَزِنَتْ
قوسي لرؤيةِ سهمٍ غير منعتقِ
هذا الهباءُ الذي يدعونَهُ جسدي
عاثَتْ بمضمارِهِ خَيَّالَةُ الشَّبَقِ
ما خابَ بين ضلوعي حِلْفُ أمنيةٍ
أَلْقَتْ عليَّ يمينَ الطيشِ والنَّزَقِ !
أناَ مسيرةُ نَهْرٍ عاد يسردُها
للبحرِ حين انثنَى في آخِرِ الرَّمَقِ !
** **







الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.




أميلُ نحوكِ أغدو قابَ أنفاسِ
( 30.4k | 5 | 24 )
كي لا يميل الكوكب
( 24.6k | 5 | 15 )
حملتُ جنازةَ عقلي معي
( 12.9k | 5 | 4 )
الخلاص
( 12.4k | 5 | 6 )
لجوء جمالي
( 10.2k | 0 | 3 )
المتنبي.. كون في ملامح كائن
( 8.9k | 0 | 2 )
خيمة من الهواجس على رابية الأربعين
( 8.6k | 5 | 2 )
غراب على شجرة الميلاد
( 8.5k | 0 | 1 )
قصائدي في مهب العشق قافلة
( 8.3k | 0 | 0 )
جرحٌ مفتوحٌ على نهر الكلام
( 8.2k | 5 | 5 )
أسمّيك أمي
( 7.9k | 0 | 0 )
غربات
( 7.6k | 0 | 1 )
الأرض أجمل في الأغاني
( 7.2k | 5 | 6 )
صيّاد صوفّه السرب
( 7k | 5 | 4 )
رائق مثل أرجيلة في المساء
( 6.7k | 5 | 1 )
دعوا الأرض عريانة في يدي
( 6.4k | 0 | 0 )
مسافة رمش
( 6.2k | 0 | 3 )
قانا في ذاكرة الأرض
( 6.1k | 0 | 1 )
أفديك بالأصل يا فرعي
( 5.9k | 0 | 1 )
أعمى وتخطئني عصاي
( 5.7k | 0 | 2 )
حديقة بلا غناء
( 5.7k | 0 | 4 )
تجيئين نهرية المشي
( 5.6k | 0 | 1 )
بوحٌ حتّى الهذيان
( 5.5k | 0 | 4 )
رماد لم يكتمل
( 5.5k | 0 | 1 )
حصانة
( 5.4k | 0 | 2 )
الهجرة
( 5.2k | 0 | 2 )
هُنا الحزنُ
( 5.2k | 0 | 1 )
سياج من الأسئلة
( 4.6k | 0 | 1 )
سقياك يا والد النهرين
( 1.9k | 0 | 2 )
كلما زاد عاشقٌ قلّ طاغٍ
( 777 | 5 | 2 )
قافية الزهراء
( 535 | 5 | 0 )