وترٌ سادس - حسن المقداد | القصيدة.كوم

شاعر وكاتب لبناني (1992-)


767 | 5 | 0 | 1



أطيلي العطف واختصري الملاما
وضمّيني على حبِّ اليتامى

خلوتُ من الذّي اقتتلوا عليهِ
وخلّيتُ الصواهلَ والحُساما

لأنَّ الشّعرَ غيّرني كثيراً
وحزنُ الأرضِ أشغلني تماما

أفكّرُ في من انتصروا فرادى
وهم في الواقع انتصروا كلاما

لقد مسحوا الدّماء ببيت فخرٍ
وغطّوا بالشّعارات الرّكاما

سألتكِ بالبلادِ وقد تعبنا
وساحةُ بؤسنا امتلأت خياما

إذا كانَ الذي صنعوه نصراً
لماذا الشّرقُ يزدادُ انهزاما؟

دعي لهم الفراغ وما أرادوا
ولا تدعي الموشّحَ والمقاما

دعي لهم الدّنان وعانقيني
لهم أن يسكروا وليَ النّدامى

بكيتُ إلى أن انتهت المراثي
كطفلٍ حين غيض الماء ناما

وكوّرتُ السّحاب على شفاهي
وأطلقتُ النوارسَ والحماما

فلم يرجع إليَّ سوى غرابٍ
تكسّرَ في دمي فنزفتُ شاما

أنا نوستالجيا زرقاء غنّي
لئلّا أذكرَ الموتى الكراما

لئلّا أوقظَ القهرَ المكنّى
وقبراً صرتُ أقصدهُ لِماما

على وادٍ كأنَّ النّهر يلقي
على سكّانهِ صيفاً سلاما

أقولُ لهُ وفي صدري ستورٌ:
ألا فاكشف عن الغُرَفِ الظّلاما

توتّرتُ اعذري طفلاً يتيماً
إذا ذكرَ الحِمى شربَ الحِماما

وهاتي إنَّ في الفلِّ انكساراً
يفارقهُ إذا مسَّ الغماما

أنا آوي إليكِ لأنَّ قلبي
غريبٌ لا استقرَّ ولا استقاما

طوى بالتّيهِ ما يكفيه تيهاً
وجُرّحَ حدَّ أن فهمَ السّهاما

أنا آوي إليكِ فتىً رياحاً
إذا قلقت وغيثاً إن تهامى

شهيَّ الكشفِ مشغولاً بغيبٍ
يقلّبهُ ويزرعهُ خزامى

إذن ضمّيه لا عيباً أتينا
على عينِ الإله ولا حراما

إذا سألوكِ عذّالاً أجيبي:
صلاةٌ لم يكن فيها إماما

فلا خضنا الحروبَ ولا قتلنا
ولا ثرنا لثارات القدامى

تعالي عذبةً فالليلُ ملحٌ
وروحي طائرٌ بلغَ الأواما

كداليةٍ تعرّشُ فوق صدري
وتغرقني إذا ارتعشت مُداما

على نعناعكِ الأعلى سلامٌ
يرشُّ العطرَ غادرَ أو أقاما

أعدّي ما استطعتِ من الأماسي
لنفرشها على الصحرا رُخاما

أعدّي ما تفتّتَ من غناء المورسكيّات
يفضحنَ الغراما

وقولي: ليت "مريمَ" لم تغادر
لتشهدَ أنَّ روح الله قاما


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: