ما كنت أهذي به للطريق - رحمة المهدي | القصيدة.كوم

شاعرة سودانية لها ديوان بعنوان "ربما ، لا تخف" (2000-)


472 | 5 | 0 | 1



تمزق ثوبَ السماءِ الذي أرتديه اضطرارا لعينيكِ ، عاجزةً عن سؤالٍ
تخاطفنه سيدات الأسى حول جيدي ..
ترى ؟
كيف أمكن للطير أن يتغنى برغم العواصف ؟
كيف انتميتُ إلى بلدةٍ أحسنتُ نطق اسمها قبل عهدٍ قصير ؟
و كيف أروّع هذا الهدوء الذي بات يسكن حضن الضفائر ؟
لابد من جهةٍ للركوض إلى
للوقوف على
لانصهار الثبات الذي ما صمد
للتأهب كيما أرمّم هذا الخراب الذي كنت أتقنتُ صِنعته بيديّ اللواتي
تقلبن من لطم خد إلى لطم خدٍ
إلى مسحه بزهور الأسف ..

تعاليتُ
مذ كنت أسكن في حجر كان يُدعى نُصُب

رأيت من الماء ما كان سمًا لأحفظ بِركته للطلب

و كنت إذا غادرتني الطيور
أهاجر كي لا أكون السبب

و لو كنتُ مثل قريني قرينا
لأرهقتُ في عاتِقَيهِ التعب

لذا كان قلبي ضعيف ضعيف
وتبت بداهُ عليه و تب

ما زلت أغفر للريح ما كان

ما زلت لا أتحدث عني
هي الآن تنتظر اللغةَ المستحيلةَ أن تتدفق نحو الجروح التي لا تموت ..
كل النوايا
ستُبذَلُ في خاطر القلب كي يتوقف هذا المساءُ قليلًا
و يُلعن هذا الصغير
و تغرق في الوحلِ كل البرك

هي الآن تنظر خلفي
تمعّنتُ خلفي
تأكدت من رغبتي في الحصول على اي شيءٍ
بلا أي شيءٍ
علمت لماذا تمزق ثوب السماءِ
فكنت أخيّطه بالرمال

هي الآن ترسم هذا الفراغ
كما كنت أهذي به في الطريق

كما كنت أهذي به للسماء ..


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: