أسئلةٌ في عينيِ الشَهيد - مصطفى ساهي كلش | القصيدة.كوم

شاعر عراقي


4589 | 5 | 0 | 1




لا أرضَ للغيبِ كي نسعى لأجوبةِ
ولا السماءَ بها مرسى على ضفةِ
مُعلقونَ على الأحلامِ أضرحةً
علَّ العقيدةَ تأتي عند أضرحةِ
حُزنُ النبيينَ فينا دُونَ وحيهمُ
لما نموتُ بحربٍ بين آلهةِ ؟
تُرى النصيبُ، تُرى الأقدارُ، خالِقُنا ؟
إذ قسّمَ الخلقَ ألقانا بفوهةِ ؟
ضاقتْ علينا وما تَنفكُّ حُنجرةٌ
في ذلك الدمع أو في آهِ حُنجرةِ
إني كَتبتُكَ شعراً دُونَ فاصلةٍ
أخشى الفواصلَ تمحو نبضةَ الرئةِ
أما السكونُ على حرفي فأقصدهُ
هو الخشوع أمام الوحيِ والعظةِ
عند الصلاةِ إذا ما قامَ أحدكمْ
قُل يا ( عراقُ ) ستكفي دونَ بسملةِ
واقرأ جراحَ شهيدٍ أمهُ بقيتْ
عند الطريقِ ، تُمنّي النفسَ بالدعةِ
واحمل ذنوبَ غرامِ الهائمينَ بهِ
قُل : يا إلهيَ هذا كُلُ فاجعتي !
تلكَ الصلاةُ التي آياتُها ارتفعتْ
من ( شيلةِ ) الأُمِ تعلو كُلَ مئذنةِ
تلكَ الصلاةُ لها الأبوابُ قد فُتِحت
حتى وإن قُرأتْ من دونِ فاتحةِ
* * *
من أوهلوا فيكَ قتلاً فاتهمْ مَثلٌ
لن يرجعَ العمرُ في عُذرٍ ومعذرةِ
الشطرُ في الشعرِ والأوطانُ غائبةٌ
شطرٌ سيبقى ولكن دونَ ( تقفيةِ )
من دونِ عَينِكَ ما للشعرِ مُلهمةٌ
من ذَا سيكتبُ شعراً دونَ مُلهمةِ ؟
أحتاجُ إسمكَ في معنىً يُكمّلُني
إني إليكَ كما الموصوفِ للصفةِ
إذا خطرتَ على الأقلامِ وشوشةً
يأتي الـ( قصيدُ ) بسحرٍ فاقَ فلسفتي
وإذا كتبتُكَ في الأشعارِ خاطرةً
تمشي الـ( العروضُ ) بزهوٍ مشيَ عارضةِ
شيطانُ شعري بحرفِ الـ ( قافِ ) مُنعقدٌ
ما إن لفظتُكَ حتى كُنتَ بوصلتي
أُمشطُ البحرَ والغيماتِ أحرثُها
وأنثرُ الضوءَ في أمواجِ عاصفةِ
وأسبقُ الغيبَ والمجهولَ في لُغةٍ
حتى يكون (عراقُ الله ) في لُغتي
تُفاحةُ الخُلدِ لا تكفي لتُخرجني
من جنةِ الشعرِ والأبياتُ شاهدتي
كانَ ( العراقُ ) ليَ الرؤيا ووسوسةٌ
حتى هديتُ شياطيناً بوسوستي
* * *
يا أَيُّهَا الغيبُ يا قُدّاسَ من عبدوا
يا أَيُّهَا الموتُ يا همساً بأوردتي
أنتَ القديمُ بأرضٍ كان أجملُها
عُذريةَ الوردِ إذ ينمو بساقيةِ
أرضٌ نبيةُ هذا الكونِ أجمعهُ
لا تسألُ الخلقَ عن دينٍ وطائفةِ
يا أَيُّهَا الموتُ يا لونَ الغيابِ بنا
كيفَ انعقدتَ على كفيِ قابلةِ ؟
بِاللّهِ أسألُ ما الإحساسُ حينَ ترى
عينَ الشهيدِ التي تنمو بِأسئلةِ ؟
والخوفُ يملأُ روحاً ما تزالُ بها
الذكريات التي تعدو كهلوسةِ
في ذَلِكَ البيت ، والأطفالُ راكضةٌ
وبسمةُ الصُبحِ في أحداقِ إمرأةِ
وكفُ أُمٍ بها الأزمانُ قد نقشتْ
صوتَ المواويلِ والأهوارِ والدعةِ
يغفو ويصحو وحرُ الدمِ يُنبئهُ
لم يبقَ في العُمرِ إلا بعضُ حشرجةِ
كان السؤالُ على الأحداقِ مُنشتلاً
ما لم يقلهُ غفا في ذمةِ الشفةِ
هل جنةُ الخُلدِ طابورٌ وتذكرةٌ ؟
فالساقُ قد بُترت في نارِ قُنبلةِ


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: