صلاةُ القمر - مصطفى ساهي كلش | القصيدة.كوم

شاعر عراقي


1777 | 5 | 0 | 2




الدمعُ شقَّ على وجناتنا طُرقا
والعالم اليوم في أمواتهِ غرقا

الموتُ ليسَ غيابَ الروحِ عن جسدٍ
في رحلةِ التيهِ يطوي الوقتَ والرمقا

الموتُ ما كانَ في الأرواحِ من جزعٍ
وعثرةُ الساقِ إن لم تُبصرِ الأُفقا

قومي لنُعلنَ إنَّ الضوءَ ذو رئةٍ
إن عاشرَ الياسَ في ظلمائهِ اختنقا

(صنارةُ) الفجرِ نُلقيها على سُحبٍ
ونسحبُ الخيطَ حتى نلتقي الألقا

فللمحبةِ أسرارٌ وأولها
أن يعشقَ الزندُ حتى يفهمَ العُنُقا

لم تغمضِ العينُ إلا كي تُعلمنا
درسَ الجفونِ لكي ندنو ونعتنقا

والحبُ ما الحبُ غير اللهِ ذات هوىً
سَّوى الورودَ والقانا بها علقا

إذا ذكرتُكِ جَاءَ الشعرُ صاعقةً
تمشينَ في خاطري كالغيمِ إن برقا

ورعشةُ الروحِ من ذكراكِ تُخبرني :
يا ( مصطفى ) ، الشعرُ بابَ الروحِ قد طرقا

فأهملُ الشعرَ كي يدنو المخاضُ لَهُ
إن القصيدةَ تهوى الحملَ والـ( طَلَقا )

وان رسمتُكِ أشعاراً على ورقٍ
يُغازلُ الحرفُ لونَ الحبرِ والورقا

ألقاكِ ألقاكِ كالحلوى مُبعثرةٌ
في ثغرِ طفلٍ ولونٌ حولهُ التصقا

يا كُلُ ما فيكِ مخلوقٌ لآخرهِ
الثغرُ جَاءَ على الخدينِ مُتسقا

يا قامةَ النخلِ كم تبدينَ ثابتةً
إلا ندى الوردِ في نهدٍ قد انزلقا

تأتينَ تأتينَ مثل الصُبحِ دافئةً
وحولكِ الوردُ يتلو الشهدَ والعبقا

عُذريةُ الوجهِ والضحكاتُ جامحةٌ
كأنها الكفرُ لكن خولطت بِتُقى

حطَّ الفراشُ على النهدينِ مُنتشياً
فالفجرُ هَلَ من النهدينِ وانبثقا

عيناكِ شمسُ غروبِ البحرِ، مُقلتُها
قد قابَ قوسين من أن تعتلي الغرقا

بمقلةِ العينِ أحجارٌ مُبعثرةٌ
كأنما البدرُ في عينٍ قد انفلقا

قُبلاتُنا كهدىً قومي نُكررُها
إنَّ الهدايةَ تمحو كُلَّ ما سبقا


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: