نسائم أنثوية - سيد محم صالح | القصيدة.كوم

شاعر موريتاني (1998-)


380 | 0 | 0 | 1



بذَاكِرَةِ العُشْبِ تَحْيَا قَصائِدُ
أوْحَى بها الغيْمُ
مُنْذُ أَنِ اسْتَوْحَشَ الطّينُ فينا
وَحَنَّ إلى المَاءْ
أطَلَّتْ تُوَزِّعُ قُبْلاَتِهَا
كَسَحابٍ تَدَفَّقَ شَلاَّلُ
أَدْمُعِهَا ...
وَحَنَا لِغُصُونٍ مُجَفَّفَةٍ
خَدَشَ الصَّيْفُ شِرْيَانَهَا

بُعِثَتْ لِتُرَقِّصَ قيثارَةَ الرَّمْلِ
بَعْدَ نُعَاسِ المَعَانِي...

مُعَلَّبَة هكذا
هَطَلَتْ تَعْجِنُ البَسَمَات
رُؤاهَا حُنُوُّ نبيٍّ
يُربِّي الضياء بِذِهْنِ الحياة
***
أيا نَسْمةً خَرقَتْ بالتفاؤلِ جَيْبَ الظَّلاَمْ
وقاسَمَتِ الخُبْزَ آدَمَ حَتَّى يَنَامْ
وباعَتْ ضَفَائرَهَا
لتخيظَ منَ الصَّخْرِ ثوْباً
وَتَبْعَثَ قُبْلتهَا
شَفَتَيْهِ بَريدَ السَّلاَمْ
***

مُجَازِفَةٌ تَتَسلَّلُ لِلْقَلْب كالأوكْسِجِين...
كَذَرَّاتِ ماءٍ
تُدَاعِبُهَا الرِّيحُ بيْنَ الضّفَافِ
ولاَ شَيْءَ قَدْ يَسْتَحِيلُ
إذا عَزَفَتْ عُودَهَا لِلْعُبُور

يُرَاوِدُهَا النَّوْمُ
لكنَّمَا حَدْسُ يَعْقُوبَ
يَسْرِقُ مِنْهَا الهُدُوء
فَتَنْسِجُ مِمَّا بِذَاكِرَةِ الوَقْتِ
أُحْجِيةً لسنابلِهَا السَّاهِدَاتِ
مَخَافَةَ مَا قَدْ أُذِيعَ
عنِ اللَّيْلِ مِنْ...

طُبِعَتْ هَكَذَا كَالنَّبِيَّهْ
كقَارُورَةٍ منْ زُجَاجٍ
تُلَاطِفُهَا الشَّمْسُ وَقْتَ الغُرُوبْ
***

مَلَامِحُ وَرْدٍ تُوَزِّعُنَا
بالمَجَانِ
صُكُوكَ المَحَبَّهْ
لتُنْقِذَ أرْوَاحَنَا مِنْ تَوَحُّدِهَا
وَتُذِيبَ الفَوَاصِلَ فِي دَمِنَا
بَعْدَمَا كَبرَ الماءُ ظِلَّهْ
فَمِنْ أيِّ كَوْنٍ أتَيْتِ ؟
ومِنْ أَيِّ رَمْلٍ تَشَكَّلْتِ ؟
أنْتِ الكِتَابُ الذي اقْتُبِسَتْ
مُفْرَدَاتُ السَّعَادَةِ
مِنْ صَفَحَاتِهْ !!

فَلَوْلَاكِ لَمْ تَتَكَوَّمْ غُيُومٌ
وَلَمْ تُنْبِتِ الأرْضُ لولا دُعَاكِ

بَذَرْتِ الأزَاهِيرَ فِينَا حُنُوّاً
وَقَدْ حَمَلَتْ شَجْوَنَا كَتِفَاكِ

وَآخَيْتِ بين الشُّمُوسِ
وَأَقْمَارِهَا
كَيْ يَسِيرُوا مَعاً فِي سَمَاكِ

أَكَانَتْ سَنَابِلُنَا
-بَعْدَ مَوْتِ الحُقُولِ -
سَتَخْضَرُّ لولا نَدَاكِ !
***

تُضِيئِينَ كالبَدْرِ
في لَحَظَاتِ انْطَفَاءِ مَشَاعِلِنَا
وَتَهُبِّينَ كالفَجْرِ
إنْ أيْقطَ الليْلُ أوْجَاعَنَا
وتُغَنِّينَ لَحْنَ الحَنَانِ
إذَا شَحُبَتْ قَسَمَاتُ رُؤَانَا

لَمَوحِشَةٌ هذه الأرض
إِنْ جَفَّ حَقْلُ الأُنَوثَهْ !!!!





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)