حديث الهزيمة - أحمد بلبولة | القصيدة.كوم

شاعر وأكاديمي مصري، مثل مصر في مهرجان الشعر الدولي ببروكسيل عام 2005م


314 | 0 | 0 | 0



لابد أن نعرف مرسانا
مآلنا، أحوال دنيانا

تلك الحواديت بأحداثها
لم تخل من شيء تمنانا

نحن المخاليق إذا ما بكوا
لم نبق للآخر أحزانا

ننسى الحمامات بأبراجها
فما هي الرسائل الآنا؟

وما هي النار إذا أبرقت
في الشام أو في مصر أحيانا؟

وما هو الحب سوى أننا
تهنا وتوهنا ضحايانا؟

وما هو الشعر إذا لم نكن
نكتب كي نعتق أسرانا؟

لابد أن نعرف أنا إذا
ثرنا فلن ندفن موتانا

وأننا حين تركنا الحمى
لغيرنا وازداد طغيانا

وشارفت أرواحُنا محوَها
لم يكسر المعنى مرايانا


لابد أن نسأل عن حظِّنا
الرَّاكض في الظلماء عُرْيانا

عن حقنا في العيش عن غدنا
عن أمسنا الطاعن تحنانا

عن يومنا الغارق في صبره
عن صدره المملوء دُخَّانا

كيف أضأنا الشمس في أفقها
ولا يزال الأفق حيرانا؟

لابد أن نسأل يا صاحبي المملوك
كي نفهم ما كانا

كيف قَفَزْتَ السور لا خائفا
ألا يكون المُهْرُ شيطانا؟


ألا تكونَ الرِّيحُ منفوشةً
ألا يكون الدَّرْبُ ثُعْبانا

قاسٍ على نفسك مُسْتَعْجلا
موتَكَ إذ تلقاه غضبانا

رادا عن الأرض طواحينَها
مربِّيًا للوقت أسنانا

نازحا البحر مرارا ولا
يزال رغم النزح ملآنا

بقيتُ إذ حاولتَ يا صاحبي
فمن ترى الأكثرَ خُسْرانا؟

ومن ترى أكثرَنا حكمةً
ومن تَرى الأقربَ قُرْبانا؟


نحن بكينا وبكينا ولم
يَلُحْ لنا حائطُ مبكانا

دفعتَ بالدمع إلى منحنًى
وعْرٍ إلى أن سال جرذانا

لا يسمع السلطان شيئا ولن
يسمع كي يكون سلطانا

لابد أن نسأل حتى ولو
أغرى بنا اليأس وأغرانا

إن طففت حرب موازينها
يبقى لنا الميدان ميزانا

سؤالنا معناه أن الذي
نخبط فيه صُبْحُهُ آنا


وأن إنسانا رأى نفسه
في الظِّلِّ وَحْشًا ظلَّ إنسانا

وأن نَبْعًا جامدا جاهدا
يسعى لكي يزرع بستانا





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)