كاد غناؤنا يفنيك - متوكل زروق | القصيدة.كوم

شاعر سوداني


436 | 0 | 0 | 1




ستمطرُ فوقنا
والأرضُ فجَّرتِ التنانيرَ البعيدةَ
وانصهرنا بين مائينِ
افتعلنا حُجَّةً للدفء
كان الماءُ مضطرباً
وكان الشَّكُّ أعلى ما يكون ْ
وكلُّ غنائنا في اللَّيلِ
معركةٌ من النجوى
وجهرٌ سُلَّ من غمدِ السُّكونِ
شحذته حتى خشيتَ الريحَ إن مرَّت
سيجرحها
وكادَ _غناؤنا_ يُفنيك في طربي
وكدّتِ تُحلقينْ
سكبتِ رحيقنا للنجمِ
فكَّ النجمُ شهقته
تركتِ بصدريَ الشيء الذي
كنا افتعلنا
حين كان الفلكُ من وعدي
وظنك بي
وجودينا أمام الموجِ
أسرابٌ من الصلواتِ
والأرضُ التي يوماً ستصبحُ غمدنا
مرت تُحيت الفلك تنظرنا
وتسمعُ ما نقولْ
لعلَّ طريقنا
مرّت خفيفاً في سراطِ الوصلِ
فالعُشَّاقُ حين صعودهم
لا يأخذون عباءة الصَّلصالِ للنشوى
سيَصْعَدُ ماؤهم
لايشعرون سوى بكفِّ النورِ
تمْسُدُ رقةِ الأرواح ِ قبل الكشفِ
يا طيني تركتُكَ غافلاً
وسموت لا أدري
ولكن لفَّني خدرٌ لذيذْ
رأيتُ دماءنا للقلبِ تركضُ
كالندى هشَّته كفَّا نسمةٍ
كالنورِ يفتحُ في الظَّلامِ طريقه
ورأتُ طيرَ الرَّهوِ حطُّ عليَّ،
كان الطينُ منتظراً
وصُبَّ على دنانِ اليبسِ
كان مجرداً مني
وكنت أحنُّ ياربي إلى طيني
وخفتُ تمسني صفةٌ فتجرحني
وخِفتُ الهول، ياطيني انتظرني
سوف أرجعُ حاملاً ضعفي
ووعداً بالايابْ
أمرُّ، كل خيامهم برَدٌ
وكل وجوههم فضِّية في الليلِ
كل تكيةٍ نُصبت على أسمائهم
وأنا أرى، ما كل هذا؟!
أين أشيائي التي فوقي،
حصاني والرغيفُ الأمس كنتُ أخذته
زاد الطريقِ
فقيل لي : يا أيها المسكينُ
لا تُمشَ الطريق سوى بزاد الروحِ
والليلُ الذي أقبلت من خلجاته عدمٌ
وليل الواصلينَ نجاتهم
وصباحهم ليس الصباحْ.


١٩ / مايو ٢٠٢٠م
ام درمان



الآراء (1)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)