نعوش - متوكل زروق | القصيدة.كوم

شاعر سوداني


445 | 0 | 0 | 0



عِنْدك الآن َدعَواتُ أُمِّكَ ،
فامشِ على رِمشِها
ثم علِّقْ على كتْفِ حُلمِكَ (خُرْتايَةَ) الجلدِ
لا تنسَ هذا الحِجابْ
ففيه المعوِّذتانِ،
وعمَّ،
وسبعُ الكتابْ
وما ليس أُدرِكُهُ من فيوضٍ
وسرِّ الورَى والوراءْ
دُروبُكَ قُدَّامكَ الآنَ،
فاختر طريقكَ
كلُّ الطريقِ التي حطَّ فيها الدُّعاءُ سلامْ
هُنالكَ والناسُ لا يعرَفونكَ
أمِّنْ لنعشِكَ مقعَده في الدّماغِ
وخلِّ لأُمِّكَ بعض المكانِ،
ولي لحظةً
فذاكِرةُ الحيِّ مكتظٌة بالنُّعوشْ
الصَّباباتُ والأرضُ
كُلُّ الذرى اللا نهائيةِ الشّعرِ
تنثالُ في دمِكَ الآن مشفوعةً بالحنينْ
كلُّ ما قلتَهُ في خِضمِّ الحياةِ
وما قاله العَارِفُونَ سيتبعُكَ الآن حيثُ تَرَى
حيثُ تبعثُ رؤيتكَ القادمةْ
هنالك لا شيءَ لاسمِك ما لم تكُنْ كلَّ شيءٍ له
لا يفي الحُلمُ وعداً سوى للذي هزَّ أركانَه
وأراقَ له الدَّمعَ والدَّمَ والحزنَ
أو للذي عَانَدهْ
دربُكَ الآنَ أنتَ
وبعضُ الصَّهيلِ
ونصلٌ من القولِ صوَّبتَه في البعيدِ
وراقبتَه صاعداً في الغيُومِ
ومحبوبةٌ من غناءِك للَّيلِ والخيلِ، ما امتدَّ دربُكَ
لمّتْ لكَ الدَّربَ في كفِّها
وانتَقَتْ لكَ من أجملِ الوردِ ما يُشبهُ الرُّوحَ
يا باهِظَ الحُلمِ مالك منفرطاً في الجهاتْ
تُرى شجرَ الوقتِ أسقطَ أوْرَاقَه في يديكَ
فأسْلَمتَ صُفْرَتَها للخريفْ.؟
أتُرى ستُدْرِكُ أنَّ قافلةً
مَشَتْ في الليلِ تحت الريحِ
تصهلُ فوقَها الإحنُ الجريحةٌ
لم تعُدْ إلا كلاماً في كلامْ؟
لم تعُدْ منها سوى أسطورةٍ عمياءَ
تْحلُمُ أن تراكَ لتُبصرَ الدُّنْيا فَتَعَلَقُ في المقامْ
أترى سَتَبْذُرُ في الجهاتِ الستِّ
تنحِتُ فوق وجهِ الوقتِ صوتكَ
شاهراً للريحِ صدركَ،
كلما دقّتْ عليه خِنجراً
حفّتكَ أسرابُ الحمامْ
أترى المياسَمَ كُلَّها انتظرتْ حُلولكَ
في صقيعِ شتاءِ خطِّ الإستواءْ؟
وكمثلِ حاملةِ اللِّقاحِ وهبتَ لونك للنَّدى
وهبطّما مَلَكَينِ في نفسِ الشِّتاءْ
وتمُرُّ قافلةٌ فتلمحُ رايةً في الرَّملِ
أنتَ غرستها
ورفعتها فوق اليَقينِ،
منحتها معنًى بليغاً في العراءْ
عِندكَ الآنَ مني ومن نَبْعِنا
وقريباً ستُصبحُ نبعاً،
فكنْ غايةً في النَّقاءِ
سَتَصْعَدُ منكَ الجَّداولُ للزَّهراتِ البَعيدَاتِ
والعُشبِ في الأضْرحةْ
تحُطّ الطيورُ عليك ، الجريحةُ والسَّالمةْ
وبعضُ الرعاة الصِّغار بأغنامِهمْ
والربابةُ في حِضنِ ضاربها واللُّحونْ
قِماشُ (القُطيفانِ) مبتهجاً في الصُّدورِ
وممتلأً بالغرورِ على أذرُعِ الوارداتْ
إذاً لم تعُد مفرداً في الحياةِ
فما عِندَكَ الآنَ لم يُعطَ غيرَك
حتى أنا في الطريقِ معكْ
أيَّ حُلمٍ ترى؟
كلُّ حُلمٍ بعيد سَيَغْدو قريبْ
بنا كلُّ دمعٍ جَرى بارداً شمعةٌ في الطريقْ
كلُّ بدرٍ أناخَ لياليكَ للذكرياتِ
وَصَبَّ عليها الحنينَ صديقْ
كنتَ في الدَّربِ قلباً طموحاً وزَندَ صمودْ
وخاصرةُ الحُلمِ بين يديكَ
وعزمٌ مشى للصُّعودْ
ويا راكباً في المجراتِ يسألك الناسُ
ما ذا وراءَ المجراتِ؟!
والسَّاطِعونَ هنالك هل طيِّبون؟
سُلالاتُهُمْ مِثْلُنا مِن أديمٍ
وأَحْلَامُهم والبُطولةُ
والرَّائعُونَ قبيل المجَراتِ
هل بَعدَها رَائعُونْ؟؟!
والذي فوقَ حُلمِكَ ليس سوى أنتَ،
فامشِ عليكَ
فلمْ يَبقَ إلا حُطامٌ من اليائسينَ
وبعضُ الذينَ انطلتْ خدعةٌ ما عليهمْ
فلاسفةٌ في الكلامِ ولا يَفعلونْ
وآلهةٌ هشّةٌ في التَّسامي
وإن أظلمتْ يركعُونْ
بهمْ رعشةٌ لا تُسلِّمْ عليهِم فقد يفزعونْ
وكالهمسِ سر بينهمْ إنَّهم سكتةٌ فجّةٌ
إنَّما في حرائقهِم يصرخُونْ
ولا تتَّخذهم رفاقاً
فما لك في رفقةِ الحربِ منهم ولا يحزنونْ



نوفمبر2017م
أم درمان



الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)