علَّمتُكِ العاطِفةْ - متوكل زروق | القصيدة.كوم

شاعر سوداني


412 | 5 | 0 | 1




أهو الآنَ لونُكِ ؟
هذا الذي قسَّم اللَّيلَ بين الصَّدى والسُّكونِ
وأَفرغَ ذاكرةَ اللَّونِ مني
وطارَ بعِصفورِنا للبعيدْ ؟
تُرى ما اسمُه ؟
لمْ يكُن فوقَ سِفرِ النَّدى آيةً
لمْ يكُن راسخاً في الغمامْ
وقد كانتِ الأرضُ تُبعثُ في بعضِ أسمائِها
لمْ تكُن بعضُ أَشجارِها أوْرَقتْ
كان يسكُنُها الوعدُ بي،
والتقاؤكِ فيها معمَّدةً بالغَوايةِ،
أولادُنا العالقونَ بسنّارة اللَّونِ
أولُ ما يشتهي الناسُ،
آخرُ ما يشتهُون
وأشياءُ تعرفنا
كلها بعد كافٍ ونونْ
وقد كانت الأرضُ موحشةً كالهمومْ
وانتهينا إلى هابطينِ على خطئي
واقتسَمنا الجهاتِ ،
اغتسلنا من العريِ
قلنا السلامُ على الأرض فيما نرى
والذي حولَنا
أين أنتِ التفتِ إليّ، انجذبنا
فسَال العناقُ
انتفضنا على أَسفٍ في السَّماواتِ
جاوزتِ بي رهبتي ،
كنتِ في حاضرٍ لا يَرى غيرَ هذا الحُضورْ
ولونُكِ كالماء،
والماءُ تكويننا
قلتِ لي إنه خطئي، قلتُ لا
إنما خطئي
وانصهرنا على جُرْحِنا فاستطابَ
اخترعنا البكاءَ، نَسِينا الخلودَ
فعلَّمتِني كيف أَنحِتُ في الحزنِ قيثارةً
كيف أَحملُ للنَّاس تِرْيَاقَهُمْ
وأنا عائمٌ في الجراحِ
وعلَّمتُكِ العاطفةْ
لمْ تكُنْ تعرِفُ الأرضُ ألوانَها
لا الفصولُ مقسَّمةٌ بيننا
لا حدودْ
كلَّما لم نكن قادِرَينِ على القولِ عانقتِني
كلَّما ضمّختْ جسدي قبلةٌ
أشعلتْ غابةٌ وردَها
أجْرتِ الأرضُ أنهارَها
حددتْ للرياحِ الجهاتْ
لمْ نكُنْ شَاعِريْنِ سِوى في الشَّتاتِ
ولمْ نكُ في دفترِ اللَّونِ
لمْ يكُنِ اللَّونُ يوماً خلودا.



15/أبريل2018م
أم درمان



الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)