أغنيةٌ لفتى المقرَّة - متوكل زروق | القصيدة.كوم

شاعر سوداني


486 | 0 | 0 | 0



عالياً كالرّمالِ التي آخرِ الحيّ
تعبرُ في النخلِ لا يُشبهُ النخلُ شيئاً سواكْ
وكساريةٍ رفعتها النبوءاتُ والعبقرياتُ
عفّرتَ وجه الزمانِ
وأذّنتَ في يبسِ الأرضِ قافيةً
فاستحالت عيوناً
وسالتْ كما في الغناءِ تسيلُ دماكْ
وينتظرُ الرملُ مذ كنتَ سراً
لمعجزةٍ لم يجئ آن تأييدها لنبيٍّ
ولم تدنُ بعدُ سماكْ
ووجهكَ فقّاعةِ الصمتِ
أعرفه إن يسيلَ جموداً
فيُفسح عمّا تخبئه والذي في رؤاكْ
وأعشقه حين ترتعِدُ القبعاتُ
وأنتَ تُغني القصيدةَ لا لحن فيها
ولا في الشفاهِ غيومٌ
ولا في اللسانِ ارتباكْ
وقمارىٍ رماديةٌ تُشعِلُ الفوقَ أجنحةً
أنتَ شكّلت تهدالها
وابتدعت لها الطوق علمتها
أن صمت المساْ ريشةٌ من مساكْ
وألهمتها العزف في حزنها والغناءَ
وبرهنت أن الذي سال من فمِها
ليسُ إلا صداكْ
عصيٌّ على النائباتِ ، وأقوى من الشكِّ
حتى إذا سحرتكَ البناتُ الجميلاتُ
أصبحت شيئاً رهيفاً وخارتْ قواكْ
عجيبٌ إذاً أنت ، تخذِلُ نوحاً وتنجو
وتمتدُّ من كرةٍ في دمي
ثم تنبتُ في النهرِ والتلِّ نخلاً
وتنزلُ فوق الحقولِ الصغيرةِ طلاً
تعمدها بالندى والندى محتواكْ
فبيني وبينك ما ليس أُدرِكه
كالذي بين صدرٍ وعجزٍ
ومثل الذي بين شطٍ ونهرٍ
تمرُّ الرياحُ فيصمدُ
حتى إذا فتُّ أي اتجاهٍ
مشيتَ أمامي كأن الخطى من خطاكْ
بيننا الشعرُ أعزل من عقدِ الشعراءِ
وفيضٌ وبعضُ المقاماتِ والحبِّ
أهلٌ وجغرافيا انتحرتَ في يدينا
صعدنا الذرى والمجراتِ
ما ألهمتني الذرى من نداْ
كان يا صاحبي من نداكْ



نوفمبر 2016م
الخرطوم



الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.