قطارُ الجنوب - متوكل زروق | القصيدة.كوم

شاعر سوداني


621 | 0 | 0 | 0



يَمُرُّ القطَار
يُذكّرُني ببنات الجنوب
كُنَّ يَجرحننَي
فتصيرُ الجراح قرىً نازفة

والدماءُ قطار الجنوب
يفضُّ الخريف كنانتَه
يتخذنَ إلى الحقل درباً
وينبتن ريشاً بأجنحة العاصفة

هل رأيتَ قطار الجنوب
يمُرُّ على (بابنوسه)؟
كعقدٍ يُجَرُّ على صدر فاتنة
وكسيل مشى في ربىً عاليات ٍ
وأودعنا بيد العاطفة

كان مصطخباً بالأُلى سوقهن
كأشرعة رقصتها الرياحُ على نهرها
وهي في نهرها واقفة

كُنَّ في كُل نافذةٍ يقتسمنَ النسيم
يعلّقنَ أعيُنهنّ على الشجرات
ويشعلنَ حرباً بأكتافهنّ على نظرةٍ خاطفة

يا قطار الجنوب
المسافرةُ (اللاتوقاويةُ)
الترقدُ الأن في قمرةٍ بك
قد أرهقتني
تحطُّ على درجٍ في القطار
يُغني الرصيفُ لها
والرصيف وقودُ المحطات
مزدهرٌ بالصعاليك
ما أزهقوا من غناء
مشت وهي عن شُغلهم عازفة

يا بُنيةُ يجمعنا في الإجازة من كل عام ٍ
رصيفُ (الدبيبات)
والباعةُ الجائلين يمرونَ بين حديثك لي
والرؤى الهادفة

تصيحُ الجراح
فتبدأ أغنيةٌ في النواح
تسيلُ الرباباتُ من فرط أشجانها
والكمنجات من حُزنها خائفة

يا مسافرةً في الجراح الجديدة
والذكريات القديمة
لمّا يعد للقطار صدىً
والمحطات مكتظةٌ بالفراغ
كأن أزفت فوقها اَزفة

لم يعد للقُرى أثرٌ فاجرحيني
وصُبي على الجُرح ملح الغياب
أعيدي الجراح لنشئتها وانزفي
علّ تسقُطُ من دمنا قريةٌ نازفة.




يوليو 2016


الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)