أموتُ هُنا، فلا تدفنوني هُناك - وسام دراز | القصيدة.كوم

شاعر مصري يعيش في قرية بسيطة (اسمُها ميت حبيب) بمحافظة الغربية وينتمي إلى أسرة تحب الشعر والفن (1995-)


691 | 0 | 0 | 2




أنامُ..
وتحتَ الوسادةِ أتركُ كفِّي،
كأني أخبؤُها من مُصافحةٍ لن أراها؛
أنا لا أخافُ مِن الغدِ
لكنني أنتمي _مِثلَ مَبنًى قديمٍ_
إلى ساكنيَّ القُدامَى،
يدِي مِن مَساميرَ أنزعُها عن نَهاري،
وعينايَ مِن خشبٍ كشبابيكِ أَيْلُولَ..
منها رأى الجَدُّ مَكْرَ الرياحِ
وأبصرَ أين عليهِ إذا أمطرتْ أن يموتَ
فلا يُفسدُ السَّيلُ مَرقدَهُ،
ثم ماتَ..
فعَيَّنْتُ عَينِيَ شُرفةَ قبرٍ
لكَيْلَا يظُنَّ إذا طَمسَتْهُ الحجارةُ
أن الزمانَ تَغيَّرَ.

يَحدثُ أن المساءَ سيَمضي..
سيأتي الصباحُ،
أفيقُ،
على مَهلٍٍ سأُعدُّ شَرابي، وأنساهُ خلْفي،
أغادرُ بيتي على عجَلٍ
دونَ أن أتفقَّدَ حالي،
أسيرُ لمعركةٍ سوف أسقطُ فيها،
ولستُ أفكرُ في أنني سوفَ أَسقطُ،
يَشغلُني أنني سأَقومُ بغيرِ مُساعدةٍ!
أنني سأعودُ إلى البيتِ وَحدي..
أرَى قهوتي حيث كانتْ،
سوى أنها بَردتْ....
مِثلَ يَومي!

أُحِسُّ بأن الأمورَ طبيعيةٌ
حينما تتكررُ فَوضايَ..
فوضى مرتبةٌ بيدٍ لا أراها!
ولكنني عالقٌ في أصابعِها كالعرائسِ،
مِن ها هنا يبدأ الهذيانُ،
من الليلِ:
جِسرُ دخانٍ على تُرعةٍ مِن خسائرَ
أجبرَني أن أسيرَ عليهِ بآخرِ ساقٍ لديَّ
وقبلَ الوصولِ تَداعَى.
ويبدأ من رفًّةِ النردِ:
ساقيةٌ تَتلقَّفُ ذِكرايَ،
ثُم تَصبُّ بها كالجَماجمِ فوقي.
ويبدأ مِن نظرتي للحياةِ:
فتاةٌ تُوسِّدُني شَعرَها المُستعارَ
وتمنحُني قُبلةً كي أنامَ،
ومِن ثَمَّ تَهربُ مِني برُوحي....
ويبدأ من كلٍ شيءٍ
سريعًا كعودِ ثقابٍ أخيرٍ،
أخافُ إذاما انطفَا
أنني سوفَ أصبحُ وحدي تمامًا
لذلكَ أغلقُ كل ثُقوبِ المكانِ بجِسمي.. ولا أتنفسُّ،
لكنهُ ببرودِ خَسيسٍ
يُقررُ أن يَنتهي!

باختصارٍ شديدٍ
أنا لا أخافُ مِن الغدِ،
لكنني لا أريدُ الذهابَ إليه وحيدًا؛
لهذا سأَرمِي رفاقيَ في لَحظتي،
وسأقفزُ فيها،
كما يقفزُ اليائِسونَ إلى النهرِ مُبتسمينَ.
_ستَكسرُني الهاوِيةْ!
قال لي واحدٌ.
قلتُ: تكسرُنا يا رَفيقي،
ابتسِمْ للسقوطِ؛ فما أجملَ الكسرةَ الآتيةْ!
وابتسِمْ لارتطامِي جِوارَكَ، فالقاعُ لحظتُنا التاليةْ،
هكذا سوفَ تَحملُنا الجاذبيةُ
بينَ محطاتها يا رفيقي وصولا إلى الغدِ،
فاحرِصْ على أن تظلَّ رفيقِي لبعدِ غدٍ.
ودَفعت بهِ
وتَأهَّبتُ للقفزِ
ثُم تَلفتْتُ حَوْليَ

لكنني لم أَجِد لَحظتي!.



30/5/2020

ديوان/ ينسى أن يبكي


الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.