قارورةٌ مكسورةْ
أخرى على شطّ الزجاجْ
والرملُ مذبوحٌ هنا تحتَ الشظايا
نزفُهُ ملحٌ وماءٌ
واحتقارٌ للفضائلْ

وسألتُ نفسي
عن مصيرِ الشمسِ
في بلدٍ دُخَانُ رجالهِ غطّى السماءَ
وأغلقَ الأبواب في وجه المداخلْ

كسْرُ القصيدة آخذٌ في الاتساعْ
والأم تضربُ بابنها عتمَ المحيطِ
والابن يكبرُ في المحيطِ
مجسّةً للأخطبوطِ
الراقدِ -الجسدِ القديمِ-
على مصيرِ الدائرينَ
والابن يكبر في المحيطِ
يعيدُ دورةَ حظّهِ
في زوجهِ
في بنتهِ
في أختهِ
والبنتُ أيضاً في ابنها
في بنتها
في أختها الصغرى
وفي...
ناعورةٌ دوّارةٌ
لا تنتهي تلك النوازلْ

ونمصّ ماءَ اليوم عن وجه الجليدْ
ونعود بالتاريخ للأمس البعيدْ
ونموجُ مثل البحرِ
نبغي شطف أشلاء الزجاجْ
عن شطنا المجروح من نبض الزجاجْ
في هذه الأرض التي
جاعتْ إلى عدل المعاولْ

ننسى حديث الرفقِ
نذكر آية الضربِ.. اضربوهنْ
بعضُ الوصايا تنتهي
بين النقاشات العقيمةِ أو..
تعيشُ على السلاسلْ

ملآنةٌ أو فارغةْ..
جوعانةٌ عطشانةٌ
نعسانةٌ تعبانةٌ
لا بُدَّ أن تُحنى السنابلْ
عند الجدالِ وقبل إعمالِ المناجلْ

صحراؤنا هذي كئيبةْ
محراثنا نزع الخمائلْ
جزّارنا ذبح الأيائلْ
والبرد من أضلاعنا
من ظلّنا
سَكَنَ البلادَ
وقبلَها
سَكَنَ المنازلْ
...