ليس ما يتلألأ بين جفونيَ دمعاً،
ولا ما يشقّ فؤاديَ خوفاً،
ولكنّهُ أن أقولَ الذي لا يُقالْ

لم أكنْ
قبل أن ترفعوني على العرشِ
غير حصاةٍ بهذي التلالْ

نملةٍ تجمع القمحَ
منذ الضحى
وترتّبهُ حبّةً حبةً في السلالْ

فاعذروني
إذا ما هتفتُ بكم:
"يا جُموعَ النِمالْ،
الجنودُ يجيئونَ
فلترجعوا لمساكنكم
في ثقوب الرمالْ!"

**

الجنود يجيئونَ
أُبصِرُهمْ
يخرجون على خيلهمْ
من كتاب الملكْ

يخلعون الحروفَ
وينتصبونَ،
بأيديهمُ
غابةٌ من سيوفٍ
وأغصانها تشتبكْ

هو جيشٌ بكاملِ عدّتهِ
في الصحيفةِ
ألقاهُ من فوقكم
هدهدٌ مرتبكْ

**

نحن أعلى
ونحن أولو قوةٍ
وإلهتُنا الشمسُ
ترمي أعاديَنا بالنِّبالْ

غير أنّ الملوكَ
إذا دخلوا قريةً أفسدوها
وجاسوا خلال الرجال!

فاعذرونيَ
يا ملأي
فأنا امرأةٌ ما أزالْ

وبقلبي تفيض المحبّةُ
ذات اليمينِ
وذات الشمالْ

تبدأ الحربُ من شررٍ في الكلامِ
ولا تنتهي قطُّ
إلا ونيرانها تتراقصُ
فوق رؤوس الجبالْ

فادخلوا لمساكنكم
وادخلوا دينَ أعدائكم!
سوف تنكسفُ (الشمسُ) حيناً
ولكنها سوف تسطعُ، أعظمَ، ثانيةً
في الأعالْ!



نيسان 2020