دلّيت من أول الليل
حبلي
ولم يغمز النوم صنارتي
لم يُعدني إلى دفئه
وحنان مسرّاتهِ
وأحبُّ البلاد إليّ
أحبُّ البحار إليّ
هو النوم
أغرق فيه
ويلفظني كل يوم
على شاطئ بائس للنهارْ

لا أريد سوى لذة الخطف
والسريان إلى نفق معتم
في الزقاق المؤدي إلى الموت
من دون موتٍ
أنا أعرف الموت أيضا
وأهرب قبل السلام عليه
ثلاثون عاما يشير إلي
ويغمزني بدهاء:
تعالي، تذوقي خمورا مؤجلة
في الجرارْ

تعالي لأجعل من حجر
دون معنى
سؤالا كبيرا عن الضوء
عودي، تعودي إليّ
كلؤلؤة في المحارْ

أرق يابسٌ
لا يبلل خبزاته
ألمي
لا يصير عجينا أكوره
في يديّ
وأقذفه في الفضاء البعيد
وأبعد مما تطال يداي
لئلا يعود مع الطير لي
وأدين له باعتذارْ

أريد من الموت
نوما قصيرا يليق بأغنيتي
نوما قليلا بأحلامه
ويحلق بي خارج السرب
نومًا ذريعا يليق بقلب مصاب
ببيت من الشعر
سوف أطلق أوتاده في السماء
أفكّ القيود الثقيلة للوزن
حتى أخفّ
وحتى أفك الحصارْ

حملتني الطيور بأقدامها
ورمتني إلى ضفة
ليس فيها من النوم
إلا الغبارْ

أرق لا يصيد
ولا يتسلى
وليس له لعبة
في الحياة
سواي

أرق باختصارْ