هالاتٌ سوداء - سمية وادي | القصيدة.كوم

شاعرةٌ فلسطينيّةٌ (1992-) قد تكونُ حجرا في أطفال القصيدة.


2013 | 0 | 0 | 1



أنا مُريدُكِ باسمِ جميع مَنْ فشلوا
في السيرِ نحوكِ، منذ اسّاقط الأملُ

أنا مريدُكِ باسم النائحين هوىً
ومن بنوا قلبَهم جسراً، ولم يصلوا

علقتُ فيكِ سكوتاً هدَّ صاحبَهُ
وذبتُ منكِ مُحبًّا طبعُه الخجلُ

أضعتُ حظيَ، لم يُعرَف له وطنٌ
ولا لجوءٌ ولا حلٌّ ومُرتحلُ

في الضوءِ تصحو مع الأنّاتِ أجنحتي
وفي منامي طيورُ اليأسِ تحتفلُ!؟

وغربتي دوّختني في أزقّتها
ولم تعد تكتفي من آهيَ العللُ

مذ كسّر الموجُ ميناء اللقاءِ، غدا
قلبي الغريق، وليس يضيره البللُ

أنا حنينُكِ، هالاتٌ على شفةٍ
تغصُّ بالصمتِ إن سالت بها الجملُ

قديمُ حبِّكِ عيدٌ لا شموعَ به
وكلُّ عمري فيكِ الوجدُ والعِللُ

تبيتُ كلُّ بلادِ الشكِّ آمنةً
وصوتُ خوفكِ لم تشفعْ له الرسلُ

كأنّما صنعوا التاريخ في بلدي
صحارياً ضُربت في صبرها المُثُلُ

مقابراً فُتحت في موتها قصصٌ
قصائدًا كتبت من جرحِ مَنْ خُذلوا

منذ افتتحناكِ، والأبواب مشرعةٌ
إلى الخلود، فلا ماضٍ ولا أزلُ

لطالما سرقوا الناياتِ من جسدي
وعبّأوه فراغاً ليس يُحتملُ

لطالما صلبوا في المهدِ أشرعةً
وقتّلوا من صغارِ الحلم ما قتلوا

فكيف تُزهرُ في عينيَّ نافذةٌ
وكلُّ كلُّ حزانى الأرضِ بي نزلوا!؟

بلادَ قلبي، صبّي الحلم من دمِنا
على سنابلِ مَنْ قبلَ الندى رحلوا

بلادَ جرحي، أعطيهم يقين غدٍ
لكي يبارك حدسُ الصبحِ ما فعلوا

ويستريح بصدر الشمس كوكبهم
ويولدون بلا أسماءَ تُنتحلُ

وجه القريب ووجه البعدِ يا وطني
وضلعُ غيمٍ بنهرِ العشقِ يغتسلُ

غداً أجيء حكايا منكِ أقطفها
وعمر نجمي في عينيكِ أختزلُ

غداً سننمو حماماتٌ وقبّرةٌ
وليلكٌ يرتوي من ريقِه الحجلُ

غداً نعودُ لترتاح السماءُ على
دفء الأماني التي بالبوحِ تشتعلُ

أنا وطفلٌ وبستانٌ من الشهدا
وعاشقون برغمِ الدمِّ ما جفلوا

كنّا لوحدي، وصرنا الكلّ فاستمعي
لصمتنا الحرِّ، في إيقاعه الغزلُ

أنا الجميع، مريدٌ لا خلاص لهم
إلا الوصولَ، فمدّي الريحَ كي يصلوا





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)